"غجر" الفوار .. أمية وأمراض وتسول وحصار في كل الأيام عدا الانتخابات ... وأطلال تتحدث عن الذكريات

           

المدى برس/ الديوانية:لم يبق من قرية "الغجر" التي تبعد (20 كم جنوب شرقي مدينة الديوانية)، سوى أطلال منازل، بقيت شاهدة على ما كان مرتعاً للباحثين عن "المتعة والليالي الحمر" بأغنياتهم ذات اللون الخاص، المصحوب بالرقص، حيث تتمايل أجساد الفتيات لتدفع الحاضرين الى إنفاق جنوني للأموال، الأموال التي شحت هنا بشكل كبير مؤخراً.

ثاني أكبر أقلية في الديوانية،(180 كم جنوب العاصمة بغداد)، تعيش اليوم حياة "مأساوية" بعد أن فقدت عملها الأصلي المتمثل بـإحياء حفلات "الرقص والدعارة"، لتجبر بعض المحترفات على ممارسة ذلك خارج أسوار القرية، في الأسواق أو المناطق التجارية، أو التسول عند التقاطعات ومواقف السيارات.

قصص وآراء عدة رواها أصحابها، مشترطين حجب أسمائهم، خوفاً من التبعات الاجتماعية، التي قد تهدد حياتهم.

مختار قرية "الغجر"، في الديوانية، أبو كفاح، يقول، في حديث إلى (المدى برس)، إن "200 أسرة فقط تعيش في القرية حالياً وسط ظروف غاية بالصعوبة، بعد أن فقدنا مهنتنا في إقامة الحفلات والدعارة منذ سنة 2004، وحتى الآن".

ويضيف أبو كفاح، أن "كثيراً من النسوة أجبرن على التسول في مراكز المدن والتقاطعات والجسور والطرق، أو ممارسة الدعارة في المناطق التجارية للحصول على ما يؤمن لهن المعيشة، بسبب قساوة الظروف وصعوبة تأمين الغذاء".

ويضيف مختار القرية، أن "الأهالي يعتمدون على ما تأتي به بناتهم من أموال التسول، حيث يخرجن بمجاميع فجر كل يوم، لينتشرن في التقاطعات ومواقف السيارات والأسواق والأماكن المزدحمة، ليأتين في آخر اليوم بما نحتاج إليه من غذاء وملابس من محال بيع الملابس المستعملة (البالات)، لندفئ بها أجسادنا".

وفي أحد الأبواب على بعد عشرات الأمتار عن بيت أبو كفاح، وقفت أم سيف (40 سنة)، والحزن الممزوج باليأس على محياها، وهي ترمق الطريق بنظرات، لتندب "حظها العاثر"، الذي شاء ولادتها في بيئة لم تخترها أو ترغب أن تكون فيها.

محاصرون

وتقول أم سيف، في حديث إلى (المدى برس)، "ليس بيد أحد من البشر أن يختار نسبه، أو المكان الذي يولد أو يموت فيه، وهكذا ولدنا وعشنا غجراً، ومنذ أكثر من عشر سنوات توقف عملنا، لنعيش اليوم محاصرين بخندق ومفرزة شرطة تمنع أي شخص يقترب أو يعتزم الدخول لقريتنا".

وتروي أم سيف، حادثة وقعت منذ أيام "إذ مات أحد رجال القرية، وجاء أصدقاؤه لمواساتنا من محافظة أخرى، لكن رجال الشرطة منعوهم ولم يسمحوا لهم بالدخول"، وتشير إلى أن "سيارة قديمة كانت تقل السائق ورجلاً وامرأتين غجريتين، فطلب أحد رجال الأمن منهم الترجل من السيارة للتفتيش وتدقيق هوية الأحوال المدنية، فنشب شجار بين الشرطي وإحدى النساء وعلا صوتها امتعاضاً من الاستفزاز خاصة أن المفرزة ذاتها ونحن نخرج ونعود يومياً".

وتتابع أم سيف، أن "المفرزة كانت تضم أشخاصاً مدنيين يرتدون ملابس سوداء، فزجروا المرأة وهددوها بكلام وتصرف آخر ما لم تصمت وتنفذ ما طلب منها".

وعود انتخابية زائفة

لكن الحصار المفروض "قسراً" على قرية الغجر يكسر حينما تفتح أبوابها على مصراعيها خلال الحملات الانتخابية المحلية والبرلمانية، حيث يتهافت عليها المرشحون محملين بالهدايا والوعود التي تطمئنهم بكرامة العيش وحق تقرير المصير، كما يصف شيخ قرية الغجر أبو ماجد.

ويقول أبو ماجد (66 عاماً) في حديث إلى (المدى برس)، إن "نحو 400 طفل من أبنائنا لا يعرفون القراءة ولا الكتابة، بسبب عدم فتح مدرسة لنا، وأقرب المدارس الينا تبعد عشرات الكيلو مترات، وبقاؤنا أميين مقصود ومتعمد، لنبقى غارقين في بحر الجهل لا نفقه شيئاً،  بالرغم من الوعود الانتخابية، التي نسمعها من المرشحين للانتخابات المحلية والبرلمانية، الذين يغدقون علينا بالكرم في أيام حملاتهم، لكنهم سرعان ما يتناسون وعودهم ويتجاهلون وجودنا".

صراع من أجل البقاء

ويواصل الشيخ، أن "حالتنا اليوم يرثى لها، وسط التهميش والإقصاء، فالقرية عبارة عن مكب للطمر الصحي، سبب الكثير من الأمراض والأوبئة لنا ولأطفالنا، الذين صاروا يملأون التقاطعات والشوارع كمتسولين أو منظفين لزجاج السيارات، طمعاً بخمسة أو ستة آلاف دينار، تجمع في آخر النهار ليشتروا لنا الطعام".

ويضيف أبو ماجد، أن "الحكومة إن احتضنت فئة جعلت منها بشراً، وإن غيّبتها صنعت منها حيوانات بلا كرامة تقاتل من أجل البقاء، فشبابنا عاطلون عن العمل، من دون وظائف لأنها محرمة علينا، ولا يسمح لهم بالعمل في القطاعات الخاصة لأنهم منبوذون (كاولية)، بالرغم من أن أكثرهم تطوع للقتال تنفيذاً لفتاوى المرجعية الرشيدة، للدفاع عن أرض العراق وشعبه، لأننا عراقيون، أصولنا من الجزيرة العربية، وليس كما يشيع البعض لجهالة، بأننا غجر إسبانيا أو اليونان".

ويذكر الشيخ، أننا "ماهرون في الصناعات اليدوية للنسيج والسجاد، والسروج وتصليح الأسلحة وتطريز الملابس الفلكلورية، ونتمنى شمول أبنائنا ونسائنا في القروض الصغيرة لإنشاء مشاريع تدر علينا وعلى أبناء المحافظة خيراً وفيراً".

لم تغفل المنظمات الدولية والمحلية ما تعرضت له الأقليات في العراق، خاصة بعد أن ألزم العراق نفسه بالتوقيع على العديد من المعاهدات الدولية التي اشترطت حفظ كرامة الانسان بغض النظر عن لونه وعرقه وجنسه ودينه وميوله، كما تؤكد الناشطة في حقوق الإنسان الدكتورة مها الصكبان.

وتقول الصكبان، في حديث إلى (المدى برس)، إن "عدد الغجر في العراق يتجاوز المليون ومئتين وخمسين ألف نسمة، منتشرين في محافظات الديوانية ودهوك وديالى والبصرة وبغداد، وبذلك يُعدّ وجودهم في الديوانية كثاني الأقليات".

وتوضح الناشطة، أن "حملة أطلقناها على مواقع التواصل الاجتماعي ومنها الفيس بوك، شارك فيها عدد من نشطاء ومنظمات المجتمع المدني في الديوانية، حملت عنوان الغجر هم أيضاً بشر، كونهم فئة مهمشة مظلومة تعاني الفقر والحرمان، الذي اضطرها الى الانتشار في مراكز المدن بعد حصار قريتهم، بحثاً عن العمل لسد الرمق بما تعمل به النساء والشباب، الذين لم يجدوا سوى التسول في الطرقات ملجأً".

خدمات معدومة

وتتابع الصكبان، أن "الغجر لا يجيدون سوى الرقص والغناء، وما تعرضوا له بعد سنة 2004، اضطر الميسورين منهم إلى مغادرة القرية، وأجبر نحو ألف ومئتي نسمة من المعوزين على البقاء فيها، بالرغم من افتقارها لمقومات الحياة، فمنازلهم متهالكة، محاطة بموقع الطمر الصحي، بلا مدارس او مستوصف أو مركز صحي، الأمر الذي دعانا الى التدخل ومخاطبة المنظمات الدولية للتدخل وإنقاذهم من معاناتهم".

وترى الناشطة، أن "صراعاً مريراً أعاد للقرية ماء الشرب بسيارات حوضية مقابل خمسة آلاف دينار من كل منزل، يستخدموه استعمالات عدة بعد الغسل، ما تسبب في انتشار الأمراض والأوبئة بينهم، فتدخلت دائرة صحة المحافظة وفتحت لهم مركزاً صحياً، لكن ذلك لم يؤمن لهم سبل العيش الكريم، ما دعاهم الى النزول الى المدن بحثاً عن عمل".

حكم المجتمع

وتروي الصكبان، أن "أحدهم قال لي ذات مرة خرجت الى مسطر العمال، ووافقت على العمل بمبلغ ثمانية آلاف دينار، فيما كانت أجرة العامل (15) ألفاً، وبعد أن حل منتصف النهار، وعرف صاحب العمل بأني غجري، طردني ولم يعطني أجرتي، فحاولت ومن معي من الشباب العمل في مهن عدة من دون جدوى، فالمجتمع ينبذنا حتى صرنا في عزلة منه، فأجبرت نساؤنا وأطفالنا على التسول، ونكتفي بانتظارهن الى حين عودتهن بالطعام، بالرغم من أننا ماهرون في العديد من الصناعات لكن لا أحد يرضى بنا".

وتشير الناشطة، إلى أن "الدولة لم تعوضهم عما لحق بهم من أضرار سنة 2004، ولم يشملوا بالرواتب التقاعدية لأعضاء المجالس البلدية بالرغم من أن مجلسهم منتخب بحسب الأصول، وعلى الحكومة اليوم إيجاد نصوص خاصة بهم، تسمح لهم بالعمل وتمنح لهم القروض الصغيرة للعمل فيما هم به ماهرون، من صناعات جلدية ونسيجية، وفق ضوابط خاصة".

على صعيد متصل يقول مدير مكتب حقوق الإنسان في الديوانية، الحقوقي أحمد العطار، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الغجر يتمتعون بحقوق أسوة بغيرهم من المواطنين كونهم يحملون الجنسية العراقية، وقد كفل الدستور ذلك من دون تمييز بين فئة وأخرى، وعلى الجميع الامتثال لذلك"، مؤكداً أن "المكتب سيراقب عن كثب أوضاع الغجر لضمان كرامتهم".

وبضيف العطار، أن "المكتب فتح ملف الغجر منذ العام 2011، وشكل لجنة مشتركة من الدوائر الخدمية بالتنسيق مع لجنة حقوق الإنسان في مجلس المحافظة، وزرنا القرية واطلعنا على حجم معاناتهم ونقص الخدمات، ما سبب لهم آثاراً نفسية واضحة جعلتهم في معزل عن المجتمع لخوفهم منه، وعلى الجميع العمل على إذابة جدار الجليد بين الطرفين لتحقيق المساواة".

تربية القادسية تسعى إلى الأمية

ويتابع مدير مكتب حقوق الإنسان، أن "جولة نظمها المكتب في القرية مؤخراً، كشفت مدى إغفال أهم الجوانب بالنسبة للمواطنين وهو التربوي، وبالرغم من المخاطبات والكتب العديدة لمديرية تربية القادسية، فتح مدرسة ابتدائية على الأقل في القرية التي يتجاوز عدد أطفالها الـ350، لكنها تعمدت إغفال الأمر وقصرت في الاستجابة"، ويطالب مدير التربية الجديد بضرورة "الالتفات إلى ذلك وحل المشكلة بأسرع وقت، وفتح مدرسة حتى لو كانت كرفانية من دون الحاجة إلى بنى تحتية لضمان سرعة إنجازها".

ويطالب العطار أيضاً، بضرورة "شمول نساء الغجر وشبابهم برواتب الرعاية الاجتماعية ومنح تشغيل العاطلين لتحسين أوضاعهم المعيشية وعدم اضطرارهم الى التسول، تمهيداً لزجهم في المجتمع وإشراكهم فيه".

أغفلهم القانون والتشريع

بالمقابل يقول رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس محافظة الديوانية، حسن مجلي الجبوري، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الحكومات أغفلت فئة مهمة وليست قليلة تحمل الهوية ولها حق العيش في البلد أسوة بالآخرين"، ويطالب الجميع بـ"منحهم كرامتهم كمواطنين وبشر لا أكثر أو أقل".

ويضيف الجبوري، أن "الله ينظر لنا على أساس أعمالنا لا على أساس انتمائنا وتصنيفاتنا في المجتمعات، وعليه فإن للغجر حقوقاً وعلى المجتمع أن يعيدها اليهم"، ويعرب عن الأسف لـ"غياب تلك الثقافة ما أعادنا إلى عصور الجاهلية في الانتقاص من بني البشر على أساس اللون والانتماء والعنوان".

ويرى رئيس لجنة حقوق الإنسان، أن "المجتمع والمسؤولين حين يسمعون أحداً يطالب بحقوق الغجر يعترضه ويحاربه ويدينه، وكأنه قد حكم عليهم بالفناء وتجريدهم من مقومات الحياة، وذلك يدل على عدم نضج، والتفاف على إرادة الله التي كفلت حق الإنسان والحيوان وجميع المخلوقات".

مسؤولية المجتمع والمؤسسة الدينية

وتذهب آراء البعض بالجزم على أن المؤسسة الدينية تكاد تكون "مقصرة جداً" تجاه شريحة الغجر، التي تعاني "التهميش الديني والاجتماعي وعدم التمثيل في المؤسسات الحكومية وغيرها، مما ألقى بإسقاطاته على المشهد الاقتصادي الخاص بهم"، كما يعتقد رجل الدين الشيخ أبو محمد الطائي.

ويقول الطائي، في حديث إلى (المدى برس)، إن من "يقف على واقع حال المؤسسات الدينية فإنه سيجدها تؤكد تمثيلها الامتدادي الطبيعي للنبوة أو الرسالة أو الإمامة"، ويستدرك "لكن في الحقيقة أن الكثير من المؤسسات الدينية لا تمثل هذا الامتداد إلا في تفاصيل مظهرية لم تقترب من الجوهر الإسلامي".

ويدعو الشيخ، المؤسسة الدينية بكونها ممثلة للرسالة، إلى "أداء واجبها بالمبادرة الى هداية الشرائح الاجتماعية لاسيما الغجر، التي تعد من أخطر الشرائح الاجتماعية ببعديها الاجتماعي والديني، وما يتمخض عن الاقتصاد".

ويؤكد "لم أجد رجل دين يخاطب شريحة الغجر، أو يقصدهم، إلا محمد الصدر الذي اغتالته يد السلطة في 1999، فقد وجه هذا الرجل، دعوته إلى الغجر في خطبة الجمعة التي تحمل الرقم (45) وطلب منهم فيها العودة إلى الله والمجتمع، محاولاً طمأنتهم بوجود متسع من الوقت لإصلاح ما أفسده الدهر، فيما غاب هذا المشهد عن بقية المؤسسات الدينية، فلم نر رجل دين آخر أو مؤسسة دعت الغجر لاحتوائهم من جديد، لمحاولة ترميم حياتهم وسلوكياتهم، ليكونوا مقبولين دينياً واجتماعياً، وهذا ما يسجّل على بعض المؤسسات الدينية أو رجال الدين".

ويتابع الطائي، أن "الخروج من دائرة الرسالة الإسلامية بخطوطها العامة، والدخول في خصوصية مذهبية، أي من منطلقات شيعية، فإننا سنستعرض منهجية الإمام علي بن ابي طالب (ع) عندما صنف الناس إلى أخ لنا في الدين أو نظير لنا في الخلق، حيث كان يحاول أن يؤسس مفاهيم العدالة والمساواة والإنسانية وقبول الآخر واحتوائه"، ويستطرد "لكن عندما نجد أن المجتمع وبعض المؤسسات الدينية، يتعاملون مع الغجري على أنه إنسان فاجر فاسد ضال مضل لا مجال لعودته إلى الطريق، وحتى لو بادر للعودة وحاول إصلاح اخطائه وجد جميع الأبواب موصدة بوجهه".

ويزيد الطائي، أن "الأمر وصل لأكثر من ذلك، فعندما أوصدت الأبواب بوجه رجال الغجر الذين تابوا عن أعمالهم السابقة، اضطرت نساؤهم التائبات بعد أن أوصدت الأبواب بأوجههن أيضاً فلجأن الى الاستجداء ومد اليد، فتفاجأن بقيام الجهات المعنية بالقبض عليهن وإيداعهن الحبس، وهذا لا يجري غالباً مع الذين يستجدون من غيرهم، مما قاد البعض منهم الى ممارسة الجريمة لتوفير لقمة العيش لأسرهم بعد أن أوصدت بوجههم الأبواب كلها".

ويخلص الشيخ الطائي، إلى أن "المؤسسة الدينية والمجتمع، يتحملان مسؤولية احتواء شريحة الغجر وإصلاح ما افسدوه سابقاً، أو نفروهم وربما دخولهم في دائرة الجريمة، فالغجري الذي يجد المؤسسة الدينية قد أوصدت أبوابها بوجهه، والمجتمع يرفض حتى أن يجلس اليه ليستمع منه ويحضنه، لا شك سيكون ناقماً على الدين والمجتمع، بل سيدفعه ذلك الى الثأر منهما بأي شكل من الأشكال، وربما يقود البعض ذلك الى الانتحار".

وكان ناشطون في محافظة الديوانية، (180 كم جنوب العاصمة بغداد)، أطلقوا حملات عدة لمناصرة الغجر والمطالبة بحقهم في الحياة كان آخرها حملة (الغجر هم أيضاً بشر).

ويرى بعض المؤرخين أن الغجر في العراق يشكلون أقلية عرقية حيث يتراوح عددهم بين 50 و200 ألف نسمة، ينتشرون في جماعات صغيرة على عموم العراق ويسكنون في تجمعات قروية أو بشرية عادة ما تكون منعزلة عند أطراف المدن أو الأقضية، حيث توجد تجمعاتهم في بغداد- ابو غريب والكمالية - والبصرة - شارع بشار وحي الطرب على طريق الزبير- والموصل في -هجيج والسحاجي- إضافة إلى بعض القرى في سهول جنوب العراق كالديوانية -قرية الفوارة- والمثنى ومنطقة -الفجر - في الناصرية.

ويعتقد البعض أن كلمة (كاولي) تعني (كابولي)، أي قادم من كابول عاصمة افغانستان، وهذا الجواب يحمل شيئاً من الحقيقة، كما يقول اللغوي العراقي الراحل مصطفى جواد، فالغجر أصلهم من الهند وافغانستان وخصوصاً المناطق الجبلية في هذه المناطق، فبشرتهم ولون عيونهم وقوامهم تشبه سكان جبال الهند وافغانستان، وقد بدأ هؤلاء الأقوام يصعدون الى الشمال الغربي منذ الألف الثاني قبل الميلاد، ودخلوا بلاد فارس ثم نزلوا السهل العراقي في الألف الأول ق.م. وكانوا بدواً رحلاً يعتاشون على منتجاتهم الحيوانية خصوصاً الحليب وأيضاً امتهنوا مهنة الرقص والغناء التي حملوها معهم من ديارهم ليمارسوها في أفراح المناطق التي ينزلون جوارها.

من : تحسين الزركاني

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

976 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع