ادانة استهداف المدنيين من العرب السنة في ديالى

  

ادانة استهداف المدنيين من العرب السنة في ديالى

المجزرة التي ارتكبتها المليشيات الطائفية الموالية لايران قبل يومين والتي راح ضحيتها ما لا يقل عن 84 من المدنيين من افراد العشائر العربية السنية في بروانة / المقدادية وقبلها في شيروين

حيث قتل ما لا يقل عن خمسة وتم نهب وحرق 1600 منزل وحرق وتخريب 12 مسجد تحت سمع الاجهزة الحكومية وبصرها وإشرافها ، لقد شكلت هذه الاحداث صدمة للجميع ، لكنها ليست الحادثة الاولى ولن تكون الاخيرة في مسلسل التطهير الطائفي وتفريغ محافظة ديالى ومناطق حزام بغداد وجنوب صلاح الدين بضمنها سامراء من العرب السنة وإحلال الفرس الذين تدفقوا بالآلاف الى داخل الاراضي العراقية دون ضوابط بعد ان كسروا بوابات الحدود في مناسبة أربعينية الامام الحسين عليه السلام .
وبفضل غالبيتها العربية السنية وملاصقتها لإيران فقد استهدفت محافظة ديالى منذ ايام الغزو الاولى عام 2003 وتعرضت الى هجمة شرسة ساهمت فيها الاجهزة الامنية والمليشيات الطائفية وحتى وحدات من فيلق القدس الايراني ، وفي هذا الإطار لم يسلم قضاء ولا ناحية ولا قرية مأهولة بالعشائر العربية السنية الا واستهدفت بالحديد والنار تحت مختلف الذرائع والأسباب .
ان قتل المدنيين الابرياء ، سرقة البيوت وحرقها ، تخريب المساجد ، تجريف البساتين ، قتل المصلين كما حصل في الهجمات التي استهدفت مساجد مصعب بن عمير ، ابو بكر الصديق وغيرها ...اصبحت ممارسات يومية أخذت منحى خطيرا ومتعاظما بمرور الوقت بسبب تردد المجتمع الدولي في التدخل وعدم التعامل مع هذا النوع من الارهاب بنفس الحزم والشدة التي يتعامل بها مع تنظيم الدولة الاسلامية الذي من المتوقع جداً ان يجد فرصة سانحة للتوسع والانتشار بسبب استهداف العشائر المرشحة للتصدي له حيث يجري إضعافها  قصدا من جانب المليشيات الطائفية .
المفارقة ان المليشيات الارهابية المتورطة في هذه الجرائم وعلى وجه الخصوص فيلق بدر والعصائب وفيلق القدس الايراني والتي تستهدف العشائر العربية السنية بذريعة مكافحة الارهاب هي نفسها لا تقل في ممارساتها ولا في فكرها عن ارهاب داعش، لقد تجرأت هذه المليشيات وقتلت في مجزرة بروانة العديد من الأطفال واليافعين !! ما يسقط التهم التي تتعكز عليها وهي تظن ان أكاذيبها يمكن ان تنطلي على المجتمع الدولي .
لابد ان تدين حكومة حيدر العبادي هذه المجزرة وتقدم المتورطين بها للقضاء ، الا ان مجرد الاكتفاء بالتحقيق لا يعني كما هو معتاد الا المماطلة والتدليس وإخفاء الحقائق وهو اجراء مرفوض ، ولابد من علاج أصل المشكلة  بحل المليشيات الطائفية التي فقدت هويتها وشرعيتها بعد ان تأكد للجميع ولائها لدولة اجنبية وأن ممارساتها ارهابية بكل المقاييس .
كما يتوجب اتخاذ القرار بالسماح للعشائر لحمل السلاح للحماية والدفاع عن النفس ضد جميع أشكال التهديد والارهاب الذي تتعرض له .
كما ندعو المنظمات الحقوقية التحرك العاجل من اجل توثيق الجريمة وتحديد المسؤولية ومطالبة مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة الاضطلاع بمسؤوليته الأخلاقية والسياسية ، كما نطالب مجلس الامن الدولي ان يولي اهتماما كافيا لمحنة العرب السنة في العراق والارهاب المزدوج الذي يتعرضون له منذ سنوات . وإدانة التدخل غير المسبوق من جانب ايران .
ان من المؤسف ورغم الاستهداف الطائفي الممنهج ان يكتفي ممثلو العرب السنة بإصدار بيانات الإدانة والاستنكار رغم قدرتهم على اتخاذ مواقف حازمة من شأنها ان تضع حدا لمعاناة من انتخبوهم وأوصلوهم الى المناصب التي باتت غاية وليست وسيلة للتغيير والإصلاح .
لابد من تكريس دولة المواطنة دولة المؤسسات والعدل بهدف ان نضع نهاية عاجلة ودائمة لوتيرة العنف والعنف المضاد حيث الضحايا على الدوام مدنيون أبرياء من مختلف المذاهب والأديان والقوميات ، وعلى هذا الأساس نستنكر وندين الهجمات التي استهدفت مناطق متفرقة في بغداد امس مهما كانت الذرائع والمبررات .
الثأر لضحايا المجازر من العرب السنة في ديالى يمكن ان يتحقق بمراعاة العدالة وتطبيق القانون وملاحقة المجرمين المتورطين وليس بقتل عراقيين مدنيين من الشيعة في بغداد ، إنها شريعة غاب نرفضها وندين المتورطين فيها ونبرأ الى الله منهم .
رحم الله الشهداء واسكنهم الجنة وأنعم على الجرحى بالشفاء العاجل والصبر والسلوان للعوائل المفجوعة ، عظم الله آجركم وعوضكم خيرا وبرا وإحسانا .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حركة تجديد
11 ربيع الآخر 1436 هـ
31 كانون الثاني 2015 م

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

754 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع