حرب واشنطن الطويلة على داعش تزرع الإحباط بين العراقيين

      

العربية/بغداد - الولايات المتحدة التي تقود الحرب على تنظيم داعش لا تبدو في عجلة من أمرها لحسم تلك الحرب، الأمر الذي يثير شكوك العراقيين ومخاوفهم من دخولهم متاهة جديدة تطيل معاناتهم لسنوات أخرى.

أذكت توقّعات وزارة الدفاع الأميركية طول الحرب على تنظيم داعش، مخاوف العراقيين من حرب طويلة الأمد على أرضهم، تطيل معاناتهم وتؤجّل تحقيق الاستقرار المنشود بعد أن عانوا على مدى سنوات ماضية ويلات الحرب والإرهاب وسقط منهم ضحايا بالآلاف واستُنزفت خيرات بلدهم الغني وتردّت ظروف عيشهم على مختلف المستويات.

كما أذكت توقعات البنتاغون بأن يكون التقدم في حرب داعش بطيئا، شكوكا عميقة لدى العراقيين في نوايا الدول الغربية المنخرطة في حرب داعش ببلادهم، خصوصا وأن من يقود الحرب ليس سوى الولايات المتحدة المتهمة على نطاق واسع بأنها سبب في ما آلت إليه أوضاع البلاد.

وثارت تلك الشكوك والمخاوف بعد أن انتقدت وزارة الدفاع الأميركية تغطية بعض وسائل الإعلام “لافتقارها إلى الصبر” في بداية حملة طويلة لمحاربة مقاتلي داعش محذّرة من أن إحراز التقدم قد يستغرق وقتا طويلا قائلة “ليس بوسعنا قصفهم لأنهم يختفون".
وقال المتحدث باسم البنتاغون الأميرال جون كيربي إن 310 غارات جوية نفذت على داعش حتى الآن في العراق وسوريا هي مجرد بداية لحملة طويلة قد تتطلب أكثر من القوة العسكرية وحدها.

وقال كيربي في إفادة صحفية بالبنتاغون “ما سمعتم كان تعبيرا قليلا عن إحباطي الخاص من بعض التغطيات الإعلامية والتوقعات أيضا.. تقولون أسقطتم أكثر من 300 قنبلة، لكنهم ما زالوا يستولون على الأرض”. وتابع “نعد أنفسنا هنا في البنتاغون لجهد طويل وأعتقد أنه من المهم أن يفهم الناس ذلك".

وجاءت هذه التصريحات بعد حوالي أسبوع من بدء الضربات الجوية في سوريا وبعد قرابة شهرين على بدء الضربات في العراق ضد مواقع وأهداف تابعة لداعش. وهي تصريحات تشير أيضا إلى سعي وزارة الدفاع الأميركية لخفض سقف التوقعات بشأن أي حل سريع.

وحذر الجيش الأميركي من أن إحراز تقدم في العراق سيستغرق وقتا نظرا للانقسام الطائفي وطبيعة الحملة البرية التي تقوم بها القوات العراقية والكردية.

وعزا كيربي النبرة التي شهدها في بعض تقارير وسائل الإعلام إلى “الطبيعة الفورية لبيئة المعلومات اليوم". وقال كيربي “لكن هناك أيضا تلك التوقعات الخاصة بالقدرة الكبيرة للجيش الأميركي".
    
وأضاف “هذا صراع ثقافي وديني وجغرافي معقّد وصعب نواجهه في العراق وسوريا ولن يحل بين عشية وضحاها ولن يحل بالقنابل، ولن يحل بأي شيء سوى الكثير من العمل الجاد والوقت والجهد”. وتعليقا على ذلك قال معلّقون عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي، إن الحديث عن “صراع ثقافي وديني وجغرافي معقد”، يكشف أن الولايات المتحدة تنوي بهذه الحرب إدخال العراق في متاهة جديدة لا مخرج له منها.

وقال أحد المعلقين: الحرب على داعش لا تحتمل كل هذا “التفلسف”، يجب ضرب التنظيم بلا هوادة داعيا القوات العراقية إلى الاستفادة من الغطاء الجوي الذي توفره الولايات المتحدة وأخذ زمام المبادرة على الأرض.

وتأتي انتقادات العراقيين لأسلوب إدارة الحرب على داعش في بلدهم، في وقت بدأت الصحافة العالمية بحد ذاتها تحفل بنقاش ساخن حول تلك الحرب. وأثارت صحيفة التايمز البريطانية في افتتاحية لها موضوع اقتصار قصف أهداف تنظيم داعش على الجو فقط.

ورأت في ذلك قصورا، خاصة وأن الغارات الجوية تحدث في الليل، بعد أن يكون المسلحون قد تفرقوا. وذهبت صحيفة تليغراف إلى ذات المنحى حيث رأت أن “الضربات الجوية فقط لا يمكنها حسم الحرب ضد داعش".

وورد في تقرير أعده دافيد بلير رئيس قسم الشؤون الخارجية في الصحيفة أن تنظيم داعش سيخسر الحرب فقط عندما تصبح الأيديولوجيا التى ينطلق منها غير جاذبة للأنصار في العالم الإسلامي، مضيفا أن البعض يرجح أن هذه القوة التدميرية الكبيرة للقذائف الأميركية كافية لكسب الحرب خاصة بعدما انضمت القوات الجوية البريطانية إلى العملية لكن ذلك يعبر عن سوء فهم كبير.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

889 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع