" السوق المسقف " تحكي تاريخ فيصل واليهود في السماوة ... وتوسيعها بات قريباً

      

       السوق المسقوف يجسد نصف قرن من تاريخ السماوة

المدى برس/ المثنى:تتميز السماوة مركز محافظة المثنى، بسوقها المسقّف التي تشكل علامة بارزة للمدينة لما مرت به من أحداث وشهدته من حركات معارضة للنظام السابق، وبرغم تراجع دورها كمركز حرفي في ظل "طغيان" الاستيراد وعدم الاهتمام بالإنتاج المحلي، إلا أنها تبقى محتفظة بنكهتها الخاصة وتذكر الأهالي بجانب من تاريخهم الحديث على مدى نصف قرن ، الأمر الذي شجع الحكومة المحلية على وضع خطة لتطويرها.

يقول أحمد الصفار، وهو صاحب محل يمارس مهنة الصفارين لأكثر من 25 سنة، في السوق المسقّف، في حديث إلى (المدى برس)، إن "مهنة الصفارين تعد من الصناعات التقليدية التي كانت رائجة قديماً لإنتاج مختلف أنواع الأواني وأباريق الماء ودلال القهوة وغيرها من أدوات المطبخ النحاسية لعدم وجود الالمنيوم والستيل والبلاستك حينها".

بدوره يقول الحاج حسين سلطان، وهو صاحب محل لبيع العطارة، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الدولة لا تدعم السوق المحلية وتركز جل اهتمامها للاستيراد"، داعياً إلى ضرورة "الاهتمام بالإنتاج المحلي وإعادة هيبته".

من جانبه يقول الصائغ رضا السماوي، في حديث إلى (المدى برس)، إن ""السوق المسقّف تضم مختلف أنواع الصناعات التقليدية المحلية ومنها الصياغة"، مبيناً أن "صياغة الذهب مهنة متوارثة منذ سنين طويلة وتشهد ازدهاراً متواصلاً بسبب الإقبال عليها".

   

أما المصور الفوتوغرافي، صالح المصور، الذي يتوسط السوق، فيقول في حديث إلى (المدى برس)، إن "التجار اليهود كانوا يتوسطون السوق سابقاً بسبب امتلاكهم الكثير من محالها فضلاً عن البيوت التي تحيط بها، التي تحولت بدورها إلى محال حالياً"، ويضيف أن "تجار السوق تعرضوا في زمن النظام السابق للعديد من الاعتداءات بدعوى بيعهم الأقراص الحاسوبية التي تضم الشعائر الحسينية أو غيرها من المواد التي كانت تعد من الممنوعات حينها".

وتابع المصور المخضرم، أن "السوق المسقّف شهدت العديد من التظاهرات للعديد من الشباب للتنديد بالأنظمة السابقة"، لافتاً إلى أنها "تعد اليوم مركزاً لانطلاق المواكب الحسينية لاسيما أن جامع السماوة الكبير يتوسطها".

على صعيد متصل يقول عضو مجلس محافظة المثنى، مسؤول لجنة الخدمات، فهد سيف، في حديث إلى (المدى برس)، إن "السوق المسقّف عاصرت الكثير من الحكومات المتعاقبة ومر بها عدد من حكام العراق، لاسيما الملك فيصل الثاني"، مبيناً أن "السوق شهدت العديد من الاصلاحات الشاملة كتحويل سقفها من خشب البلوط إلى مادة معدنية فضلاً عن إكساء مجاريها بمراحل متطورة".

وأوضح سيف، أن "السوق المسقّف تضم الكثير من المحال الصغيرة التي لا تتجاوز مساحة الواحد منها المئة متر"، ويؤكد أن "مجلس المحافظة يعتزم خلال الأشهر المقبلة توسيع السوق وإضافة لمسات جمالية إليها".

يذكر أن السوق المسقّف تتوسط مدينة السماوة،(250 كم جنوب العاصمة بغداد)، على نهر الفرات، لأن المراكب المحملة بالبضائع كانت تمر من خلالها سابقاً، وبقي تجارهُ يتوارثون المهنة من جيل لآخر على مدة نحو نصف قرن.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

695 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع