رحيل زهير عباس الإذاعي العراقي العاشق للأثير

 

نعت نقابة الفنانين العراقيين الفنان الرائد والاذاعي الكبير زهير عباس الذي رحل عن الدنيا صباح يوم الاثنين بعد معاناة طويلة مع المرض لاسيما بعد احالته على التقاعد .

عبدالجبار العتابي/بغداد:يعد الفنان والمخرج والاذاعي المخضرم زهير عباس من الاسماء التي لها تاريخ مميز مع الاذاعة العراقية على مدى سنوات طويلة ،اسم له رنة جميلة عند عشاق الاذاعة، فهو الذي مر من عنده كل اهل الاذاعة، استطاع ان يبني له مسيرة فنية لا غبار عليها قائمة على الاحترام والمحبة ، كما يؤكد الذين عاصروه ، وقد بدأ مع الاذاعة في ريعان شبابه ، ونشاطاته لاكثر من خمسين عاما من العطاء الذي لم يوقف شعلته الا التقاعد الذي اجلسه في البيت بعيدًا عن شغفه، وشكواه من الاهمال والنسيان، رغم تفاخره بالتكريمات والجوائز والالواح ابداعية وكتب الشكر التي حصل عليها في مسيرته المهنية.
والراحل من مواليد مدينة الكاظمية عام 1942 دخل الاذاعة وهو في عمر الشباب ليتعلم ويستفيد ممن سبقوه ، بدأ العمل في اذاعة الجمهورية العراقية من بغداد وهو بسنّ الثامنة عشرة ، ودرس واجتهد ونال شهادة البكلوريوس اداب فرع اللغة العربية عام 1971 – 1972 ،اما بداياته ممثلا فكانت من خلال المسرح المدرسي وكان ذلك من التمثيليات والمسلسلات الاذاعية العراقية عام 1960 فاخرج كماً  كبيرا من التمثيليات والمسلسلات الاذاعية ووضع للكثير منها الموسيقى التصويرية وقد عمل مع العديد من الفرق التلفزيونية والمسرحية التي قدمت اعمالها من خلال التلفزيون العراقي وبشكل مباشر على الهواء ، وترأس اقساماً عديدة في اذاعة بغداد وصوت الجماهير في الستينيات والسبعينيات وكان اول مراقب تمثيليات فيها اواسط السبعينيات. واول مدير انتاج اذاعي كما انه عمل مع فرقة التلفزيون للمرحوم عبد الله العزاوي ويعقوب الامين اذ قدمت تلك الفرقة العديد من المسرحيات انذاك، كما شارك مع فرقة الزبانية مع المرحوم ناجي الراوي وحامد الاطرقجي وكذلك فرقة -14 تموز مع شلال عزيز شلال الذي اصبح فيما بعد عميداً لمعهد الفنون الجميلة منتصف الستينيات وكذلك مع المرحوم وجيه عبدالغني ، وشارك مع فرق مسرحية اخرى منها فرقة الفنون الشعبية مع المبدع الاذاعي الراحل مهند الانصاري وفرقة سمير اميس المسرحية مع الاستاذ بدري حسون فريد والذي كان احد اعضائها البارزين.
اما عن المسرحيات التي شارك بها لتلفزيون بغداد فهناك مسرحية (عيد السلامة والابتهاج) على مسرح قاعة الخلد كرادة مريم بتاريخ 1962/12/6 الفها المرحوم عبدالجبار عباس واخرجها الفنان عبدالهادي مبارك ، مشيرا الى انه انقطع نحو عشرين عاماً عن المسرح فاعاده اليه الفنان سعدون العبيدي عام 1997 في مسرحية حملت عنوان (كاظم حيدر ) تاليف واخراج العبيدي وعلى مسرح قاعة الرشيد، كما انه عمل منتجاً منفذاً في شركة بابل للانتاج السينمائي والتلفزيوني بعد احالته على التقاعد ، وحصل على شهادات تقديرية وجوائز في الريادة الاذاعية من عدة جهات منها وزارة الثقافة والاعلام العراقية 1998 واوسكار مهرجان القاهرة عن تمثيله في مسلسل سمير اميس من مصر.
قال الراحل في احتفالية اقامها له منتدى الاذاعيين والتلفزيونيين قبل نحو شهرين : ان الاذاعة الان ليس مثل الاذاعة سابقا ، في السابق كنا نحس ان فيها روحية خاصة ، وفيها نعيش في عالم غريب عالم رائع جدا ، الان تجد البرامج مكررة والواسطات، وهناك ممثلون لا نعرفهم ، كلهم جدد ربما تطلع واحدا او اثنين  بينما الثالث والرابع فتحس نفس حينها انك لا شيء ، لذلك احسن شيء اجلس في البيت و (رأسي بارد) ، واضاف : اول مرة عملت في الاذاعة ومثلت فيها ثم رحت الى التلفزيون ودخلت اجواء جميلة ومثلت فيه العديد من الشخصيات كالمدير العام والتاجر وغيرها  واستطعت ان اجسد فيها اشياء جميلة وان اقدم شيئا جديدا وسرنا بها ، بينما الاذاعة تمثيل، ان اهم شيء فيها التمثيل ، وان كنت تجيد التمثيل فسوف تجد اعمالا ، انا على العكس من الفنان طالب السعد الذي بقي مع برامج الاطفال فلم يمثل، فقد تخصص ببرامج الاطفال طوال عمره ،على العكس مني فأنا امتهنت التمثيل.
وتابع : عملت سينما في فيلم الجابي مع اسعد عبد الرزاق وفيلم مع طارق الحمداني لانني ممثل وعندي قابلية، كذلك عملت في المسرح ، وفي سنوات ما ارسل في طلبي مرة المخرج سعدون العبيدي واديت معه عددا من الشخصيات ومنها مسرحيات للاطفال، وهذه والحمد لله مسيرتنا .
رحم الله ابو البهاء الاذاعي الذي لن يغادر صوته اثير الاذاعة الانسان البسيط المتواضع الملتزم والصادق الذي عطل التقاعد نشاطاته وأوصد بوجهه ابواب الحلم والتواصل مع الابداع فاقعده في البيت لا يقوى على تأمل مستقبله .

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

725 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع