أسماء في ذاكرة الوطن: الشيخ العلامة نجم الدين الواعظ مفتي الديار العراقية 1880 - 1976

  

أسماء في ذاكرة الوطن:الشيخ العلامة نجم الدين الواعظ مفتي الديار العراقية 1880 - 1976

  

              

                    

علماء العراق هم ثروة العراق والأمة، لهم تاريخ ناصع ومواقف مشرفة، ينبغي على الأجيال أن تعيها، ونحاول في هذه السلسلة التعريف بأبرز علماء العراق من العرب والكورد والتركمان من مسلمين وغير مسلمين، ممن خدموا العراق ونتناول اليوم الشيخ العلامة الجليل نجم الدين الواعظ يرحمه الله هو أحد كبار علماء العراق والأمة، شغل مهمة (مفتي الديار العراقية) حتى وفاته في 7 شباط 1976.

طغت سمعته العلمية في العراق والعالم الاسلامي بعلمه ومعرفته. ومن اولاده الطبيب الجراح الشهير مكي الواعظ والرياضي العراقي الشهير منذر الواعظ.

                       


من هو نجم الدين الواعظ؟
هو نجم الدين بن ملا عبد الله الدسوقي الشهير بالواعظ من عشيرة المعاضيد التي تسكن أغلبها في قضاء عنه في محافظة الأنبار غرب العراق وهو مفتي، وفقيه، وعالِم موسوعي، من أهل بغداد، ولد في منطقة الكرخ بمحلة سوق حمادة عام 1298 هـ / 1880م.


دراسته وإجازاته:
درس الشيخ نجم الدين أوليات العلوم على مشاهير علماء بغداد، ومنهم الشيخ عباس القصاب، ثم أنتقل للدراسة عند الشيخ غلام رسول الهندي وهو الذي لقبه بـ((الواعظ))، قبل أن تبرز فيه موهبة الوعظ. ولقد أكمل دراسته العلمية عند الشيخ عبد الوهاب النائب وحصل منه على الإجازة العلمية في علوم المنقول والمعقول، كما حصل على إجازة الحديث دراية ورواية من شيخ الحديث في الشام الإمام المحدث بدر الدين المغربي.

  

أعماله ووظائفه:
بعد فراغه من حياة التلمذة تصَدَّر للتدريس المؤهل له في جامع عادلة خاتون، ثم مدرسة نائلة خاتون الشرعية الكائنة مقابل جامع الحيدرخانة والتي أندرس أثرها، ثم عيّن إماماً وخطيباً وواعظاً في جامع حنان بجانب الكرخ عام 1922م، ثم تصدّر للتدريس في مدرسة الرواس ثم المدرسة الوفائية في عام 1946م، ثم عيّن واعظاً وخطيباً في جامع مرجان عام 1947م، وكان مدرساً في جامع العدلية الكبير، وأنتقل بعدها إلى مدرسة جامع القبلانية الشهير عام 1956م، والكائن قبالة المدرسة المستنصرية، ثم نقل بعد ذلك إلى جامع الإمام الأعظم في الأعظمية وعيّن مدرّساً في كلية الشريعة، ثم إلى جامع العسافي قرب داره في شارع الضباط في حي الشماسية ببغداد، وظل يزاول عمله فيه حتى أحيل على التقاعد عام 1965م، وكان له مجلس للوعظ في جامع العسافي يختلف إليه العلماء والأدباء، وله الكثير من المؤلفات الإسلامية.


من أهم إنجازاته:
·عضو هيئة إدارة جمعية الهداية الإسلامية.
·رئيس جمعية الآداب الإسلامية.
·أنشا مسجداً في منطقة الصليخ باسم جامع الآداب.
· جددت جمعية الاداب في عهده بناء جامع كاظم باشا في منطقة الفحامة شمال الأعظمية.
·أنتخب عضواً في المجلس العلمي ثم عضواً في المجلس الأعلى ثم أستقال منه.
حياته:
كان الشيخ نجم الدين شخصية ذات صلات بالعشائر العراقية، وكانت له ملازمة لشخصيات عراقية معروفة في الكرخ وله منزلة كبيرة في نفوسهم، وكان يدعو الناس لخوض التظاهرات في وقت الأزمات ويشحذ الهمم ومن أبرز مواقفه المشهودة يوم حث الناس للتظاهر في ثورة مايس عام 1941م، وكان في وقتها نائبا لرئيس جمعية الدفاع عن فلسطين، ورشح نائباً عن منطقة الكرخ في أول مجلس نيابي في العراق فرفض ذلك خشية أن ينصرف إلى شؤون الدنيا والأمور السياسية، وأنتخب الشيخ نجم الدين رئيساً لجمعية رابطة علماء العراق، فرفض ذلك وتفرغ للدراسة والتأليف والدعوة والوعظ. كما سافر مرات عديدة إلى مصر والحجاز والشام وله علاقة أخوية ومذكرات منوعة مع علماءها، ومن العلماء الذين تتلمذوا عنده وأخذوا دروس العلم والوعظ عليه الشيخ أحمد حسن الطه إمام جامع الإمام الأعظم حالياً.
كما عرف عنه بتأثيره الكبير على سامعيه فأحبوه وحرصوا على حضور مجالس وعظه في مساجد بغداد وبخاصة في شهر رمضان، وكان يفتتح دروسه بعد البسملة والقراءة ببيت من الشعر مشهور هو:
ياعلماء الدين     ياملح البلد
من يصلح الزاد   إذا الملح فـسد

 

      الشيخ محمد القزلجي والشيخ نجم الدين الواعظ


وفاته:
توفي ليلة السادس من شهر صفر عام1396 هـ / 7 شباط 1976م. تم إذاعة نبأ وفاته في إذاعة بغداد وحضر الكثير من علماء بغداد إلى داره في الأعظمية، وشيع بموكب مهيب من داره إلى جامع الإمام الأعظم حيث صلي عليه ثم شيع إلى مثواه الأخير ودفن في مقبرة الشيخ معروف الكرخي في حجرة مصلى الجنائز
.. كانت تربطه علاقة مودة واحترام وجيرة مع المرحوم عبدالسلام محمد عارف ووالده الحاج محمد عارف، حيث كليهما من منطقة ومحلة واحدو
من اهم مؤلفاته:

الدين الحنيف - طبع في بغداد 1954.
تاريخ علماء بغداد طبع في بغداد

  

من أنشطته وفتاواه:
أصدر سماحته الكثير من الفتاوى خلال تقلده منصب مفتي الديار العراقية، ومن أبرز فتاواه حول التمرد الكردي في شمال العراق وهي الفتوى التي نشرتها صحيفة "الجمهورية" الرسمية يوم 4/5/1965 وتضمنت: ((فتوى الحاج نجم الدين الواعظ، العالم الاسلامي العراقي، حول اعمال الملا مصطفى البارزاني في شمال العراق:  
الحمد لله الذي الف بين قلوب المؤمنين وجمع بالايمان شمل الموحدين واشهد ان لا اله الا الله بالألفة والتآخي اعز المسلمين واصلي واسلم على سيدنا محمد خاتم النبيين والمرسلين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين صلاة وسلاما دائمين الى يوم الدين وبعد فقد قال سبحانه عز من قائل «يا ايها الذين آمنوا ... واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين»، ان الله تعالى يأمر الامة المحمدية بالإطاعة والامتثال لاوامره والاجتناب عن مناهيه فأن عاقبة التنازع والخصام واحداث الفتن والشقاق والافتراق واحداث المؤامرات مما يؤدي الى هدم صرح الامة ونقض بناء المجتمع وقد نهانا الباري تعالى في كثير من آياته البينات  فقال سبحانه «ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذب عظيم» وقال سبحانه «اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون» وقال تعالى «ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا اي فرقا واحزابا لست منهم في شيء» وقال نبينا الاكرم صلى الله عليه وسلم: ان الله يرضى لكم ثلاثا تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وان تناصحوا من ولاه الله امركم. ويكره لكم ثلاثا قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال. وقال عليه السلام: الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم. اما مرت عليك هذه الايات القرآنية والاحاديث النبوية ايها الشيخ البارزاني وتدعي انك شيخ طريقة فيا ايها الشيخ من المسؤول عن هذه الدماء البريئة وعن هدر دماء الشباب في اول ريعان شبابه وما جوابك يوم القيامة اذا طالبك اولاد الشهداء من اليتامى والارامل هؤلاء المفجوعين بفقد ابائهم وازواجهم يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية الا وان الدين الاسلامي ليناشدك ايها الشيخ عن هذه الدماء البريئة وكلهم اسلام يدينون معك بدين واحد وقبلة واحدة وقرآن واحد وهدف واحد ليس بيننا وبينكم ما يوجب الكره والعداء فما هو سبب احداث هذا العصيان واراقة الدماء البريئة وتفريق كلمة الامة وتشتيت شملها وانحلال رابطتها وليس ذلك الا لحب الذات وطمعا في حب الرياسة والامارة ليس الا واذا امعنا النظر في التوظيف فان ثلثي الحكومة منذ الاحتلال الاجنبي الى يومنا من اخواننا الاكراد مع الرحب والسعة وهم اخواننا وبنوا جلدتنا واصهارنا نزوجهم بناتنا ونتزوج بناتهم عملا بقوله تعالى «انما المؤمنون اخوة» ونحن اليوم في امس الحاجة الى الوحدة والمحبة وجمع الكلمة بين افراد الامة لان مخلب الاستعمار فوق رؤوسنا يتربصون بنا الدوائر لانتهاز هذه التفرقة وربما يبذلون المال الوفير لاحداث العصيان والتفرقة بين الامم الاسلامية عملا بقولهم فرق تسد الا فليتيقظ العالم الاسلامي من غفلته ونومته فقد ذقنا مرارة الاستعمار وتألمنا من خيانته وخديعته وغدره وقد قاسينا اياما حالكة مظلمة سوداء.  
من لم تفده عبرا ايامه ...            كان العمى اولى به من الهدى
من لم يقف عند انتهاء حده....       تقاصرت عنه فسيحات الخطا
فيا شعب محمد ويا شباب محمد تمسكوا بدينكم الذي هو عزكم وقوتكم وسلاحكم واعتصموا بشريعة نبيكم وكونوا يدا واحدة على من سواكم وعلى من اراد السوء لبلادكم واوطانكم فان يد الله مع الجماعة بلا فرق بين عنصر واخر وبين كردي وعربي كما يفعله الاجنبي من التفريق العنصري كما قال عليه السلام: مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى عضو منه تداعا اليه سائر جسده بالسهر والحمى. وقال عليه السلام إن الله تعالى قد اذهب عنكم نخوة الجاهلية والافتخار في الاحساب والانساب فكلكم من آدم وآدم من التراب فلا فضل لعربي على عجمي ولا فضل لعجمي على عربي الا بالدين بالتقوى. الا فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة ويصيبهم عذاب اليم.)) مفتي الديار العراقية،

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

747 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع