(حديث الذكريات عن محلة نجيب باشا وشارع طه فيه عاش الوزراء والسياسين والمثقفين والأدباء والشعراء والبرجوازية الصغيرة)

  

(حديث الذكريات عن محلة نجيب باشا وشارع طه فيه عاش الوزراء والسياسين والمثقفين والأدباء والشعراء والبرجوازية الصغيرة)

  

        

                       
 
لكل منا له في حياته ذكريات جميل منه أن يتذكرها أحيانا وينساها أحيانا أخرى  لكن هناك ذكريات لا يمكن ان تمحي من ذاكرة الانسان أو في مسيرة حياته اياما لايمكن ان ينساها او يمحيها الزمن من الذاكرة وتظل تشكل وجدانه الى فترة طويلة، فمنا من يعتبر تواريخ طفولته وشبابه وأمكنة سكنه ودراسته ووظيفته وزواجه هي من ايام ذكرياته تظل عالقة  لكنها تحتاج الى من يريد أبرازها ولا توجد وسيلة ألا بالكتابة عنها بكلمات وتعابيرومعاني لكي تتطلع عليها الأجيال بكل فخر ومعزة...

  

ولتشعر من أن من عاشها لهو فخور بها، فمحلة نجيب باشا  وشارع طه نكهة خاصة في قلوب في كل من سكنها، فتجد كل وردة في حدائق بيوتاتها الجميلة وكل نخلة في زواياها وكل شجرة برتقال أوليمون في ممرات ممشاها وكل لقاء وأجتماع أو سهرة أوقبول لها وقع خاص وقصة تروى من قبل شخوص ساكنيها واولادهم الذين ولدوا فيها بعد ان فارقوها وقد جفت الاغصان من أوراقها  وأصبحت السيقان ملساء بلا ثمر يغطيها، والحلم لم يعد براقا ليحمل طيف الأيام الجميلة وحلو ذكريات السنين الماضية...

    

من الأماكن التاريخية التي ارتبطت بكثير من الشخصيات المهمة في بغداد، محلة نجيب باشا وشارع طه  التاريخي الذي تروي أروقته بالقرب من ضفاف نهر دجلة قصص عن علاقة عاصمة العراق اجتماعياً وسياسيا، ومضيت أرسم لوحة نجيب باشا وشارع طه في عصر العهد الملكي وما بعده مستعينا بما تحفظه الذاكرة وما كتب عنه في شبكات التواصل، أجتهدت ظمن معايشة في رسم صورة لعصر ما كان يطلق عليه زمن الخمسينات وما قبله قدر ما تيسر لي، وأنشر الخطوط  الأولي من تلك الصورة حتي يتفضل القراء بأغنائها بمعلومات وتفاصيل كان على أن أدرسها بعناية لأستخرج منها ما أري أنه يزيد الصورة وضوحا وقرأت كل ما تيسر لى من الكتب التي ألفت على ذلك العصر في فترات زمنية متفرقة....

  

                        سوق الأعظمية الرئيسي

فاتضحت لى الصورة أكثر وأكثر عندما كتبت مقالاتي عن الأعظمية وردود الأفعال التي أغنتني راجعتها مراجعة تامة وتوصلت القناعة وبتشجيع من الكثيرين ممن اعرفهم ان أتوسع بالكتابة عن بعض مما ورد فيها حيث كانت تلك الكتابات منطلقاً للمزيد في الدخول الى أعماقها بشكل تفصيلي وكل محلة بعينها، ولهذا ستكون مقالتنا منصبة عن  محلة نجيب باشا وشارع طه فقط، وأرجو من كل من يقرأ هذه المقالة وغيرها أن يثق بأنني لم أكتب أي شيء قصدت من ورائه المساس بشعور أحد وان يلتمس لي العذر، سأتكلم عن نجيب باشا وشارع طه بما تحوي من تاريخ مهم لبغداد حيث سكنها علية القوم من البغداديين والعراقيين.

    

بعد تأسيس أركان الدولة العراقية الحديثة للعراق ومع التطورالأقتصادي والأجتماعي رافقه زيادة في الدخل القومي نتيجة أكتشاف النفط وتسويقه من قبل الشركات وخصوصا شركة بي بي سي، توسعت بغداد مما يعني الخروج من حدود المدينة المسورة، في البدء شمالاً نحو العيواضية والأعظمية وجنوباً إلى البتاويين وهذا حدث في بداية الثلاثينات، ثم أعقبه امتداد واسع في جميع الجهات وعلى ضفتي النهر، وبهذا الحدث الذي كانت له أسبابه الكثيرة اختفى نهائياً نهج النسيج الحضري المتراص والمتضاد ونشأ على تخومه أسلوب تخطيطي حديث متطور قوامه الشوارع المستقيمة العريضة نسبياً وعلى جانبيها قطع العرصات ذات المساحات الواسعة،

  

فوج تدريب المنصور عام 1946 ويظهر في الصورة كل من " عبد المجيد جليل ، فؤاد عارف ، محمد زكي عبد العزيز ونجله نهاد ، وشفيق علي ونجليه علي وباسل ... وآخرين  من سكنة نجيب باشا

وكانت محلة نجيب باشا أحدى المناطق التي  أنتقل أليها الوزراء وموظفي الدولة العراقية والضباط والطبقة البرجوازية لبناء البيوت العصرية فيها مكان المحلات القديمة التي هي في داخل المدينة المسورة، لم يكن توسع مديات حدود المدينة أمراً هامشياً أو ثانوياً، ذلك لأن مساحة التوسيعات التي جرت في الثلاثينات كانت لدرجة كبيرة بحيث شغلت أضعاف مساحة المدينة القديمة المسَوَّرة وامتدت لتشمل الوزيرية والاعظمية ثم العلوية والكرادة الشرقية ولتمتد في الطرف الآخر من النهر نحو الكريمات والصالحية وكرادة مريم، مما يعني أن الثلاثينات أفرزت الممارسة البنائية للدور السكنية حدثاً معمارياً ينطوي على أمرٍ مهم لكنه جديد ومؤثر.

 

محلة نجيب باشا محلة جنوب الاعظمية محدودة اداريا بين شاطئ دجلة ومحلة الوزيرية، وبين ساحة عنتر والصرافية وسميت باسم محمد نجيب باشا الذي تملك ارضها اثناء ولايته على  بغداد سنة 1258هـ - 1264هـ/ 1842-1849م واليه نسبت المحلة فيما بعد، ولدمحمد نجيب باشا سنة 1820 من اسرة كلهم باشوات متنفذين في الحكم،  درس محمد نجيب باشا العلوم العسكرية في الاستانة في تركيا لان اولاد الامراء لهم اولوية في التعلم لخدمة السلطنة العثمانية، تخرج من المدرسة وخدم في الجيش العثماني كآمر قومندارية في وزارة المدفعية في القاطع الجنوبي من السلطنة (بغداد – بصره ) واشترك في العديد من الحروب العسكرية في الوطن العربي ولما عرف عنه من شجاعة وذكاء وولاء للوطن....

  

اذ كان من المقربين الى السلطان عبد الحميد الذي ولاه البصرة وبغداد للفترة ( 1842 – 1849 )، ومن أنشأ  سدة على نهر الفرات تعرف اليوم بسدة الهندية، وكان صفاتة كان عطوفا يساعد الفقراء من ماله الخاص حيث تبرع بالكثير من املاكه الخاصة التي كسبها اثناء ولايته العراق منها بناء جامع في منطقة الميدان وبناء جامع ومكتبة في سوق السراي – وتبرع بساحة الكشافة في بغداد وبنى العديد من المجمعات السكنية للمواطنين اعتبرها وقف ديني للدولة ما زالة مسجلة باسمه في سجلات الاوقاف وارض مدرسة محمد نجيب باشا في محلة نجيب باشا واملاك في البصرة وديالى وغيرها من الاملاك التي قد حرم عائلتة منها على حسب اقوال احفاد احفاده المتواجدين حاليا في البصرة حيث ما دفن في مثواه الاخير انذاك.

                                   


وقد سمي جزء من هذه المحلة منذ نهاية الثلاثينات من القرن العشرين بشارع طه، نسبة الى الفريق طه الهاشمي الذي نزل هذا الشارع وسكن فيها عهدذاك، ومن ابرز معالم المحلة  الواقعة على شاطئ دجلة نزولاً الى الوزيرية ، ثلاثه قصور اتخذ اكبرها بلاطا للملك فيصل الاول والحق به الثاني من الجهه الجنوبيه في عملية توسيع البلاط ،

 

اما الثالث ويقع شمالا فقد بقي غير ملحق بالبلاط وقد سميت الثلاثه ( قصر ابن شعشوع ) لانها متجاوره وان ابن شعشوع هذا من تجار بغداد الاثرياء ومن وجهاء الطائفه اليهوديه ويملك الاراضي في الفلوجه وبغداد والكاظميه، وبيت الجوربجي الذي شيد في منتصف العشرينات.  
 بيوتات المحلة والشارع وظهور الحديقة في الجهة الجانبية أوالخلفية كأحد الفضاءات المكشوفة لعناصر البيت السكني، ثم ليؤدي كل ذلك إلى الأنموذج المتكامل الذي يمكن إجمال عناصره التكوينية بتوقيع وسطي ضمن قطعة الأرض محاط بالمساحات الخضراء من جميع الجهات، أعلى منسوباً من مستوى الشارع، وأكثر انفتاحاً عليه، وتوظيف عناصر زخرفية وتكميلية عديدة، يعود أكثرها بمرجعيته لثقافات وحضارات غير محلية، مع الاقتصار على الطابوق كمادة إنشائيـة ونهائية بالإضافة إلى الدقة العالية والبراعة في الإنجاز توازيها حرفية ماهرة وصنعة حاذقة للعناصر التكميلية، مثل الأبواب والنوافذ والسياجات ويمكن للمرء أن يتابع ذلك مباشرة التي أنشئت في بداية الثلاثينات تشابه قسماً من بيوت العيواضية، كدار الفريق صالح صائب الجبوري، ودار الدكتورهاشم الوتري في العلوية ودار الأستاذ محمد حديد في البتاوين ، وهكذا صارت هناك بيوتات جميلة وذات أبهة ملموسة مثل بيت الأستاذ ناجي شوكت وبيت الاستاذ جمال بابان وبيت الاستاذ رؤوف السعد وبيت الاستاذ  كامل الجادرجي وهكذا بدأت تنهض بيوتات جميلة وذات مساحات واسعة وكلها  تدين بالفضل إلى البلاط الملكي الذي شجع على عمران تلك المنطقة الوليدة وحث وزارئه وسياسيه والمقربين على البناء فيها وكانت الدولة تتصرف بعقلية النهوض والتوسيع ظمن مخطط التنمية والاستقرار والتوسع وبأسلوب حضاري، حتى انتشرت بين البساتين الصغيرة فأصبحت  تتميز بالهدوء والراحة بعيدًا عن أجواء العمل، يمارس فيها الوزراء وشخصيات كبار القوم بالسكن المريح ، مستمتعين بلحظات السعادة في سكناهم ومشاهدة الغروب بالقرب من ضفاف دجلة  ومتعة اللقاءات العائلية والحياتية والسياسية والثقافية بكل اصنافها.
محلة نجيب باشا والشوارع الخمسة منها يطلق عليها شارع طه، وكانت من المناطق المهمة في تاريخ الدولة العراقية الحديثة، وأن ما سنذكره من أسماء لكونهم شاركوا في الأحداث الهامة وشكلوا محطات من تاريخ السياسة العراقية والأدبية والشعرية والفنية والعلمية والعسكرية والتجارية والرياضية، فمن مشاهير من سكنها  من رؤوساء الوزارات العراقية في العهد الملكي الأساتذة ناجي شوكت وفاضل الجمالي ومصطفى العمري وحسيب الربيعي ونور الدين محمود وجمال بابان نائب رئيس الوزراء، ومشاهيرالوزراء غازي الداغستاني وعبد اللطيف نوري وعبد الهادي الجلبي وناجي الأصيل ويوسف ابراهيم وعبد الأمير علاوي وعبد الله الدملوجي واركان عبادي وسامي فتاح وعصمت الشيباني وجمال عمر نظمي ومنير القاضي الذي ساهم بتشريع القانون المدني وحسن التتار الحجة في القانون وأول رئيس محكمة التمييز ونزيه الدليمي في العهد الجمهوري.

              

                                   اللواء عمر علي

ومن القادة والضبط العسكريون الذين شكلوا بصمة مضيئة في تاريخ الحالة العسكرية في العراق مسجلين تأريخهم المشرف، الأساتذة  فهمي سعيد وكامل شبيب ومحمود سلمان قادة حركة مايس  ضد الأحتلال البريطاني سنة1941و عمر علي الذي كان قائد القوات العراقية التي قاتلت في المعارك المشهورة في جَنِين في فلسطين سنة 1948...

               

ورفيق عارف رئيس أركان الجيش ونجيب الربيعي رئيس مجلس السيادة في العهد الجمهوري ورفعت الحاج سري أحد قادة العهد الجمهوري وإسماعيل صفوت معاون رئيس أركان الجيش الذي كان له دوربارز في حرب جنين في فلسطين وعبد الرزاق حمودي القائد العسكري ونعمان ماهر الكنعاني ، ومن قادة الشرطة الاساتذة عبد الرزاق الفضلي وابراهيم الشاوي ومزاحم ماهر الكنعاني الذي أصبح ايضا متصرف السليمانية وعبد الصاحب علي الكندي.

       

ومن رجال الفكر والأدباء والشعراء الأساتذة عبد الرزاق الهلالي والدكتور علي الوردي المؤرخ المعروف والدكتور أحمد سوسة اليهودي الذي أعتنق الأسلام والمؤرخ جواد علي ومحمد بهجت الاثري والدكتور وميض جمال عمر نظمي وأياد سعيد ثابت وفاتح بابان وبلندر الحيدري والخطاط العالمي هاشم محمد الخطاط وصاحب جريدة الحوادث الصحفي عادل عوني.
ومن رجالات القانون والمحامين الاساتذة حسن رضا عضو محكمة التمييز ورئيس جمعية الشبان المسلمين ومدير الأوقاف ومحمد شفيق العاني عضو محكمة التمييز ونجيب بابان وعادل الساجي وعادل بابان.
ومن المهندسين  الأساتذة  قحطان عوني الذي صمم الجامعة المستنصرية وقحطان المدفعي وهشام منير الذي صمم نقابة الأطباء ووزارة التجارة والمجمع الزراعي وشركة التأمين الوطنية وناجي المصرف وشريف يوسف عميد كلية الهندسة وأحمد مختار شريف الذي بنى نادي الأعظمية.
ومن التجار سكن عبد الحميد الدهان الذي بنى جامع الدهان في عام 1953 وحسن الجرجفجي وابو النفط.
ومن الأطباء الدكتور عبد الرحمن الجوربجي والدكتور طلال ناجي شوكت والدكتور سلوان بابان والدكتور قاسم البزركان والدكتور جلال العزاوي والدكتور أسماعيل التتار والدكتور محمود أبراهيم والدكتور ليث الكندي والدكتور قصي الخياط.

    
 
سكن في شارع طه الزعيم الروحي وقائد الحركة الكردية الشيخ محمود الحفيد لفترة ليست بالقصيرة كما سكنها المقاول الكردي المشهور رشيد عارف.
كما كانت هناك بيوتات أصحابها معروفين على المستوى الأقتصادي والتعليمي والصناعي والتجاري ومن تلك البيوتات بيت حسن الطابوقي وبيت طالب البغدادي وبيت سالم الجلبي وبيت الخياط وبيت علي الرفيعي وبيت حازم الكنعاني وبيت البرزنجي( والد حارث وحازم) وبيت حسين الخضيري وبيت أسماعيل حمودي وبيت صباح الياور وبيت البربوتي وبيت حسن الجرجفجي وبيت رشيد سلبي وبيوت الساجي وبيت أبو النفط وبيت كمال الدين وبيت زكي حمدي وبيت العنبكي وبيت الدوغرمجي وبيت توفيق بابان.

  

 تجمع هذه اللقطة جانبا من اجتماع الهيئة العامة لجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في مقرها القديم الواقع مقابل شارع طه في عام 1963


شهدت محلة نجيب باشا وشارعها العتيد شارع طه كل أوجه العمل السياسي ففي أروقتها وصالاتها وحدائقها المنزلية كانت تجري اللقاءات والحفلات،  كانت هناك أحزاب تتحرك منها العلنية ومنها السربة، فالعلنية أحزاب الدستور والوطمي الديمقراطي والسرية هي رجالات العسكر التي ساهمت في حركة مايس أيار1941 وما حدث لها، والحزب الشيوعي أولاً والبعث وتياره القومي لاحقاً في عهد بداية الخمسينات، والكردي برجالاته المتواجدين هناك عندما كان الشيخ محمود متواجدا فيها مما خلق نواة التحرك في بغداد.

     

حتى السيدة ام كلثوم سكنت في شارع طه عند مجيئها لاول مرة الى العراق، وهي جاءت بناءً على دعوة استضافة من قبل ابن وجيه معروف هو محمد صالح البغدادي ابنه كان من هواة ام كلثوم والطرب والغناء  كما أحيت في أحدى الأمسيات حفلة في بيت جمال بابان نائب رئيس الوزراء في نفس الشارع.
     

                        شارع طه في الأربعينيات


بعد ان ترامت البيوت لانها بنيت بنوعية من طراز معماري فريد، فكل دار منها تنم عن ذائقة متفردة تعكس شخصية ساكنها، حيث تمتد على جانبيه ألأشجار الباسقة والزهور الجميلة التي تنشرعطورها الفواحة في كل مكان وبخاصة ورد الجوري (والرازقي) الذائع الصيت، بنيت المدارس واول مدرسة كانت مدرسة مكونة من طابقين في شارع المغرب عام ( 1932) على مساحة ارض( 4500 م ) والتي قد تبرع بها نجيب باشا الى وزارة المعارف والحكومة المحلية انذاك، وقد خاطب ابنه ( يوسف محمد نجيب باشا )...

  

الحكومة الملكية طالبا تخليد اسم ابيه لما قدمه من خدمات جليلة للوطن بوضع اسم نجيب باشا على مبنى تلك المدرسة  احياء لذكرى ابية وتم قبول الطلب ومن هنا تاتي تسميتها، المدرسة، وفتحت أبواب المدرسة لاستقبال طلاب الباشاوات والعوائل الثرية ومسؤولي الدولة في( 28 / 4 / 1937 ) لما للمدرسة من موقع متميز تتوسط العاصمة بغداد في شارع  طه وكانت مختلطه الى الصف السادس وهذا كان شيئا غريبا وكانت مديرتها المثقفة الست عفيفة رؤوف زوجها احد التقدميين المعروفين الأستاذ عبد الفتاح إبراهيم الذي كان يسكن في شارع الضباط
حيث سجلت في سجلات المدرسة القديمة التي حفظت بعناية دخول ( 225 ) طالب وطالبة( 22) معلمة ومعلم واحد للرياضة يبلغ عدد التلاميذ في الصف الواحد (20- 25 ) طالب منذ اوائل تاسيسها، الذي يتخرج منها بذهب الى المتوسطة الغربية ٍاو الى المركزية او كلية بغداد او المتميزين او عمر بن عبد العزيز بالنسبة للذكور اما الاناث الى المتميزات او المثنى او متوسطة الحريري.

باشرت الدولة ببناء مدرسة أخرى نموذجية وذلك لاستيعاب أعداداً متزايدة من الطلبة بعد أن أزداد سكن العوئل في شارع طه وسميت بمدرسة الحريري النموذجية المختلطة سنة 1953 وان أول مديرة لها كانت سعدية الرحال وأن معاونتها كانت هند حميد رأفت، كانت سعدية الرحال وهي من النساء التي شاركت يتأسيس جمعية المرأة العراقية المناهضة للفاشية والنازية في بداية الأربعينات، وفي اجتماعها عام 1945 انتخبت هيئة أدارية التي ترأستها عفيفة رؤؤف وعضوية نزيه الدليمي وروز خدوري وفكتوريا نعمان وأمينة الرحال وسعدية الرحال ونظيمة وهبي.

   
 
في نهاية الأربعينات بنت الدولة اعدادية الحريري للبنات لتستوعب الطالبات الذين يعيش أهاليها هناك وكانت مدرسة متميزة هي وقرينتها أعددية الأعظمية للبنات والتي بنيت هي الأخرى بفترة متقاربة قرب المقبرة الملكية، فكانتا تتنافسان على مستوى التعليم في ما بينهما.
 وقد خرجت المدرستان ألكثير من االمثقفين والمثقفات وذوي الاختصاصات التي لها بصمات في تاريخ العراق على كافة المستويات.
 وجزء من المحلة وبقربها سوق الكسرةلا تنتابك الحيرة في البحث عن حاجة ترومها لان في الكسرة كل ما تحب وما تريد وما تفكر بشرائه اليوم فلا تغادرها الى مكان اخر فهناك الخضروات بكل أنواعها والجبن والقيمر والمخبز والقصابة والطرشي والفوكه الطازجة ، مطاعم صغيرة تفوح منها رائحة التكة والكباب والكبة مع الخبر الحار ولا تتفاجا ان نرى سيارات الوزراء والوجهاء والضباط والقادة وغيرهم يترجلون من سياراتهم وينتقون ما يشاؤن بكل بساطة وكرم.

   

                              عطار محلة نجيب باشا عام 1974

يعتز كل منا بمدينته ومنطقة سكناه فهي مرتع أحلامه ومرافئ ذكرياته وتظل نابضة بالحياة في داخله اذا ما فارقها، وإذا ما غاب عنها وطرأ ذكرها تحدث عنها بحماسة ملؤها المحبة بل يلمس المصغي فيما يسرد عنها حديث العاشق عن معشوقته حتى يوحي للآخرين بأنها مدينة ساحرة، ولكن ما نسمعه ومانقل ألينا أصبحت بغداد مشوهة بشكل ظاهر، فالنفايات تملأ شوارعها وأغلب فروع شوارعها مليئة بالمطبات والحفر ومرتعا للحيوانت السائبة ومواشي الرعاع ألا ما ندر، ولا يستثتى شارع طه ومحلة نجيب باشا من هذا الوصف وفقد تألقه وحياته الذي كان سائداً قبل عقود، حولت تلك اليوت الجميلة البيوت بكل ذكرياتها الى سبع بيوت من بناء اليوم وبمساحات لا تعترف أنها بنيت على أنقاض بيت كان يملكه وزيراً أو قائدا عسكرياً أو طبيباً أو تاجراً أو...،  ومن الله التوفيق.
سرور ميرزا محمود

                     

الگاردينيا: كل الشكر للأستاذ الدكتور/ أكرم المشهداني حيث زودنا بصور تأريخية مهمة عن تلك الشوارع والمحلات..
 

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

777 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع