الكرخ ... والحنين الى الذاكرة الحلقة الخامسة / أطباء ومبدعين ومشاريع

 

الكرخ ... والحنين الى الذاكرة  الحلقة الخامسة / أطباء ومبدعين ومشاريع..

      

   

              


أطباء الكرخ القديمة

عرف اهل الكرخ العتيقة ثلاثة اطباء لارابع لهم وهم الدكتور سعدون حمام اختصاصي امراض الجلدية واحمد صميم الصفار طبيب الاطفال وبهجت الناصري طبيب الباطنية والقلبية وغيرها ؟ هؤلاء الثلاثة العظام خدموا اهل الكرخ اعظم خدمة وتركوا ارثا واثرا تناقلته الاجيال اللاحقة وانا منهم ، لم اراجع منهم سوى سعدون حمام وفي ايامه الاخيرة بعد الاحتلال الامريكي للعراق ، قال لي اني خدمت الكرخيين ستسين عاما في هذه العيادة نفسها وتقع بالقرب من محلة الرحمانية على شارع الشيخ معروف ولها سلم عمودي صعب المنال للاصحاح ولم اسأله كيف يصعد السلم وقد تجاوز منتصف الثمانينات ، طبيب رائع بكل معاني الكلمة يتعاطف مع الفقراء ويساعدهم كثيرا خبرة متراكمة تفوح منها رائحة الشفقة والطيبة والانسانية العالية متمكن من مهنته دوائه وخلطاته السحرية تشفي العليل على الفور احبه واحبهم علما انه من سكنة الاعظمية والصليخ لاحقا زرته بداره على ضفاف نهر دجلة الخالد من جهة الصليخ ...

         

احمد صميم الصفار
اشهر من نار على علم كما يقال تعرفه امهات الكرخ ورجالها واطفالها ، عرف بغيرته العالية على صحة الاطفال ومعالجته المجانية للمعوزين وبالرغم من شدة عصبيته على اهمال النساء لاطفالهن التي تصل لحد الضرب بالكف وعلى الرأس ( كفخة ) فقد كانت انسانيته تفوق الخيال كانت النساء يعرفن ان عصبيته وزمجرته عليهن من شدة حرصه على اطفالهن ، كانت خبرته وممارسته باختصاصه عالية جدا ، امضى اكثر من اربعين عاما في عيادته التي تقع في الجعيفر يتذكره الكرخيين والكرخيات بأعجاب وحب واعتزاز كبير مثل ماأحبهم وأحب اطفاتلهم ...


بهجت الناصري
طبيب الباطنية والقلبية وكل شئ عيادته تقع على ساحة الشهداء مباشرة امضى فيها نصف قرن في خدمة ومشافاة الناس هناك اتذكر خالاتي وكيف كان اعتقادهن بقدرة بهجت على شفائهن بلا حدود وكما يقال ( يستعقدن )به ، تعود عليه اهل الكرخ وتعود هو عليهم وعرف هواجسهم من الامراض الصحيحة والوهمية احيانا ويجهز الدواء المنايب لهم بسهولة كان ذا سمعة حسنة وانسانية كبيرة ويعتقد معظم النساء انهن لن يشفين الا بمراجعة بهجت الناصري فهو الشافي بوصفاته السحرية  ...

       

         

                      يوسف العاني وزينب من فيلم .. سعيد أفندي

مبدعي الكرخ

في حقل الابداع قدم الكرخ كوكبة من الادباء والصحفيين والفنانين بكافة تنوعاتهم وعلى سبيل المثال يوسف العاني ( فنان الشعب ) من سكنة خضر الياس وباب السيف ، كتب معظم مسرحياته حول مشاهداته ومعايشته لاهله بالكرخ العتيقة التقيته في عمان قبل اشهر وقد شاخ ولكنه يمتلك ذاكرة حديدية زاخرة بالاحداث اطال الله الكريم بعمره ..

       

وهناك فنانين اخرين منهم صادق علي شاهين وسامي السراج، خليل الرفاعي ، حمودي الحارثي ، الاخوين كريم ومكي عواد ، معاذ يوسف الكاتب الكبير ، ومن الصحفيين الرواد اتذكر منهم الحاج طه الفياض وولده حيدر ، شاكر علي التكريتي ( ابو جلال ) قاسم حمودي وولده سعد وزير الاعلام الاسبق قبل ان ينتقل الى الاعظمية ،شاكر الجاكري ،  حسن العلوي ..

                    

احمد صبري ،صباح ياسين ، سيف الدين الدوري ومن الجيل اللاحق هاتف الثلج ، ابراهيم الخليل العاني وولده مروان ، نبيل جاسم وغيرهم .

                 

من رجال الدين الشيخ عبد الوهاب السامرائي ، الشهيد عبد العزيز البدري ، نجم الدين الواعظ قبل انتقاله للاعظمية ، شاكر البدري ، ومن قراء القرآن الكريم الحافظ خليل ، الملا بدر الاعظمي العاني قبل ان ينتقل الى الاعظمية ، الملا يوسف الطائي ، حسين الاعمى ، الملا جواد ومدرسته الشهيرة في الكرخ لتحفيظ القرآن الكريم التي تخرج منها معظم رجال الكرخ قبل دخولهم المدارس الحكومية ومن النحاتين الرواد الفنان الفطري ( منعم فرات )، ومن المطربين د. فاضل عواد الذي صادفته مرة في مكتبة المثنى بشارع المتنبي العريق وتبادلنا الاحاديث فسألني عن دراستي فأجبته من التربية الاسلامية اكملت الابتدائية فقال لي من كان يؤذن لكم بصلاة الظهر قلت له كان هناك تلميذان فاضل وجمال فقال انا فاضل عواد نفسه ضحكنا كثيرا وتذكرت صوته العذب عندما يرفع الاذان  قبل ان ينتقل الى مدينة الحرية ويشتهر مطربا مع زملائه سعدون جابر وعارف محسن ولاحقا كاظم الساهر، ومن مطربي الكرخ داود العاني ومطرب المقامات صبحي بربوتي وخالد السامرائي وعبد الملك الطائي وهناك فرسان لم تسعفني الذاكرة لاسمائهم فأعتذر منهم ..

   
مشروع تطوير ( تدمير ) الكرخ 
وضعت امانة العاصمة سابقا مشروع سمي بتطوير منطقة الكرخ بعدة مراحل على فرضية جعله حيا راقيا حضاريا مما يتوجب هدم وازالة محلات واحياء بأكملها تمهيدا لقيام ذلك المشروع الذي لم ينته لحد الان طبعا ،في انحاء المعمورة تسعى حكوماتها لخدمة مواطنيها باشكال وانماط مختلفة ولكن ان تمحي احياء من بكرة ابيها فلم نسمع بذلك حتى في مجاهل افريقيا محلات تمثل تاريخ بغداد القديم يفترض ان تحسن ، تجمل ، تستحدث لا ان نبني مكانها مجمعات وكتل كونكريتية جامدة لاحياة فيها من الطراز الاوربي الغريب على بيئة اهلها وعاداتهم وتقاليدهم الاصيلة ، استملكت الدولة معظم الدور وازالتها بدم باردوشردت ساكنيها منذ عشرات السنين على امل تعويضهم بشقق في مناطقهم القديمة ولهم الافضلية والاسبقية بذلك ، كانت تقديرات موظفي الامانة بائسة وغير مجزية على الاطلاق ( شروها بثمن بخس دراهم معدودات ) وبين ليلة وضحاها وجد الكرخيين انفسهم مشردين على ارصفة المحلات الاخرى وقاموا بأستئجار دورا ضغيرة لسكنهم على امل العودة لمناطقهم القديمة ولكن لم تجري الرياح بما تشتهيها  سفنهم مع الاسف وعرفوا ان مواعيد الدولة كانت نفس ( مواعيد عرقوب ) ، بعد اكمال عدة احياء طرحت الحكومة الشقق في المزايدة العلنية التي فاز بها من يدفع اكثر من موظفي الدولة والمواطنين الاخرين وسط خيبة امل اهلها الحقيقيين الذين لم  يستطيع سوى خمسة بالمئة منهم الحصول على شقة صغيرة والسبب معروف اذ ان اسعارها كانت لاتقل عن ست وثلاثون الف دينار وان كانت بالتقسيط فيتوجب على المشتري ان يدفع عربونا لايقل عن عشرة الاف دينار بينما اكبر بيت مساحة استلم صاحبه من الحكومة تعويضا عنه مبلغا لايتجاوز ستة الاف دينار وانتظر مدة اكمال بناء الشقق وصرف معظمها ايجارا لسكنه، لم تجد شكاوى المواطنين من الظلم الذي لحقهم اذانا صاغية وذهبت احلامهم ادراج الرياح ، هذا المشروع الحضاري كما سمي حينها قد دمر وفتت وازال تاريخ وذاكرة وحنين اهل الكرخ لمحلاتهم ومساكنهم التي تحمل رائحة ابائهم واجدادهم دمرت بفعل فاعل ولاحياة لمن تنادي ، وفي محاولة لترميم الصورة الحزينة قامت الامانة بتنفيذ مشروع سمي بسوق حمادة وهويقع في محلة التكارته وتم توزيعه على المعارف والمقربين وبعض المستحقين من سكنته الحقيقيين واغلق المحضر،   هكذا يمحى تاريخنا بايدينا ، انتهى ..

                           

الگاردينيا:للراغبين الطلاع على الحلقة الرابعة.. النقر على الرابط أدناه:

http://www.algardenia.com/tarfiya/menouats/5235-05-07-2013.html

           

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

843 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع