أفندي وملك .. سيارة الملك ..!!

      

         سيارة جلالة الملك غازي من نوع مارسيدس (540K w29) موديل 1935

             

        

في 3 / تموز / 2007 كتب الأستاذ / خالد القشطيني وعلى صفحات جريدة "الشرق ألأوسط" مقالة تحت عنوان (أفندي وملك) تحدث فيها عن بساطة وخلق جلالة الملك المغفورله غازي الأول والذي حكم العراق من الفترة 1933 ــ 1939 وفي الحقيقة - وكبقية كتاباته- كان الأستاذ / القشطيني موفقاً جداً في ذلك الموضوع ...

اليكم الربط لتتمتعوا بكتابة كاتبنا الساخر الجميل :

http://www.aawsat.com/details.asp?issueno=10261&article=426400#.Uael-9jC-K4

وأنا أقرأ مقالة ألأستاذ المذكور تذكرت هذه الحادثة الحقيقية والمنقولة على لسان شخص مرافق الملك غازي يرحمه الله، وهو السيد فؤاد عارف- وهو من أهالي السليمانية-  توفي قبل سنين .

في ذكريات السيد  فؤاد عارف يتحدث عن بساطة العائلة المالكة.. بالأخص شخص الملك غازي.. حيث كان يعيش حياة بسيطة بعيدة كل البعد من كونه ملكاً.. منذ فترة شبابه ولحد مقتله عام 1939 ، ظل بسيطاً ويزاول هواياته كأيّ شاب..

  

تصوّروا أنه كانت لديه إذاعة محلية تبث من قصر الزهور كان يشترك بنفسه في تقديم البرامج!!.

                                            

يقول السيد / فؤاد عارف :

في يوم من أيام صيف بغداد.. كنا أنا وجلالة الملك غازي وحدنا في سيارته.. كنت جالساً بجواره وهو يقود السيارة.. لاحرس ولاحماية !!.

فجأة وقبل وصولنا الى بناية أوروزدي باك الحالية في شارع الرشيد .. توقف.. وقال لي:

ــ كاكه فؤاد*.. روح أسأل صاحب الشركة عن سعر تلك السيارة المعروضة.

     

فعلاً كانت هنالك سيارة في ـ الجامخانة ـ حمراء سبورت.. من دون سقف ـ سيارة شبابية ـ !!.

يقول السيد / فؤاد عارف :

ترجلت من السيارة وظل الملك لوحده في سيارته ينتظرني!!! . أستقبلني صاحب الشركة أو وكيل الشركة.. قدمت نفسي قال:

أعرفك أستاذ.. لماذا لايتفضل جلالة الملك ويتناول شىء؟؟؟.

شكرته وجرى بيننا التالي:

ــ كم سعر هذه السيارة..؟؟.

+ سعرها 1550 دينار.. ولكن لجلالة الملك أقل ـ بكم دينار بحدود عشرة أو عشرين !!ـ .

    

شكرته وعدت الى جلالته وأخبرته بالموضوع... صمت قليلاً وقال :

ــ كاكه فؤاد شكَد عندك فلوس؟؟.

- مولانا *ما أملك غير 150 دينار جمعته من رواتبي لسنوات !!.

ــ عجيبة.. مادگولي وين تودّي المعاش.. أشو تأكل وتشرب بالقصر ؟؟.

-مولانا.. عندي غرفة بالفندق.. مرات خميس وجمعة أنزل للمدينة وبعدين يصير عندي خطار!!.

  

عدنا الى البيت جمع الجميع ( الوالدة والخالات والعمات ).. جمعوا له 350 دينار.. زائداً تحويشتي أصبح لدينا خمسمائة دينار.. بعد نحتاج الى الف دينار !!!.

ظل الملك حائراً كيف سيرتب البقية ويشتري السيارة؟؟؟.

في الحقيقة تعجبت وحينه طرحت عليه أن يطلب المبلغ من وزير المالية وأنتهى ألأمر!!.

حينها طلب مني أن أتصل بوزير المالية ويأتي لمقابلة الملك مساءً وفي قصره!!.

في المساء حضر الوزير بالملابس الرسمية.. جلس وتناول شىء.. ثم نظر الى الملك بنظرة أفتهمت يريد أن أفتح الموضوع مع الوزير.. حينها دار بيني وبين الوزير مايلي:

ــ معالي الوزير .. لقد طلبكم مولانا لأمر ما.

- وأنا في خدمة مولانا .

أخذت أحكي له كل القصة.. من الطاق طاق الى سلام عليكم !!.

سكت الوزير برهة وقال :

ــ وفق أي قانون أصرف المبلغ..؟؟ قانوناً ما يجوز..لكون مولانا يملك سيارتان ، واحدة رسمية وألأخرى شخصية ..إلا أذا أراد مولانا أن نخرج عن القانون.. حينها كل الخزينة تحت تصرفه.. ولكن مولانا هو الذي علمنا على الألتزام بالقوانين.. وهو أبو القانون !!!.

كلام الوزير كان كالقنبلة.. صمت رهيب.. الجميع لم يتوقعوا هكذا كلام.. بعد فترة نطق الملك:

يشهد الله أكثر من خمس دقائق يعتذر من الوزير.. وأوصله الى باب الغرفة!!!.

بعدها عاتبني بشدة وقال:

ـ كل الصوج منك ياكاكه فؤاد.. الوزير على حق!!!!!.

أنتهت القصة.. بعد أسبوع كنا سوياً وأذا بنفس السيارة يقودها أحد أثرياء مدينة السليمانة والمدعو عبدالله لطفي*.. أسرع الملك وطلب مني أن أسأله بكم أشتراها ؟؟.

سبقناه وأشرت له توقف وترجل وجاء وسلم على الملك.. سألته عن السعر قال أشتريتها بالأمس بمبلغ / 1550 دينار نقدي !!.

عندما عرف سبب سؤالي الح أن يهديها الى الملك.. لكن ألأخير رفض بشدة.. حاول كثيراً لكن الملك لم يرضى أبداً!!!.

مربط الفرس :
ياناس ياعالم : ملك بن ملك العراق.. هكذا كان يتصرف ...

ــ شنو قصدك ؟؟؟.

+ سلامتك عيوووونيييي .. ماكو شي..

ــ الله عليك.. گول ؟؟.

+ كلشي ما أگول غير أتمنى من السادة المسؤولين أن يقرأوا هذه المقالة...

ــ طلبك مستحيل..

+ ليش؟؟.

ـ ولك بابة هذولة مايقرون..

+ لعد شيسوووووون؟؟.

ــ ملتهين بأشياء أهم..

+ لاتكمل والله أفتهمت...

ــ زين سلملي عالحرامية...

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... بس المعضلة أنهم كثيرون.. ما أگدر تعذرني من هذه المهمة !!.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الملك غازي كان يحب مصطلح / مولانا .

* جلالته كان ينادي مرافقه دوما بـ كاكه فؤاد ـ وللعلم أنهما تخرجا من الكلية العسكرية سويا.

* عبدالله لطفي / واحد من الأثرياء من عائلة ـ ألأغاوات ـ  يملك الكثير من العقارات في السليمانية وبغداد.. أكثرية أملاكه / عمارات وشقق ومحلات في ـ حافظ القاضي ـ في شارع الرشيد.

ــ أعتذر إذا ما زيدت أو نقصت كم دينار من سعر السيارة..لكوني سمعت الحكاية قبل أكثر من عقد !! وأنا آلآن في خريف العمر .

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1457 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع