فنجان قهوة مع الأستاذ الدكتور أكرم المشهداني

     

      فنجان قهوة مع الأستاذ الدكتور أكرم المشهداني

  
         
              

                       إيمان البستاني 

             

إنْ لَمْ تكنْ عاشقاً، فلن تكونَ مُبْدِعاً!

تمَيّز اللواء الدكتور أكرم المشهداني عن بقية ضباط الشرطة بخصالٍ عديدة، فهو إضافة لهدوءه المعهود عنه، يَعشق عمله، تستوقفك مقالاته من دراية وتمكّن أكاديمي عالٍ في مجالات القانون والأمن وبالأخص القانون الدولي وتطبيقاته .... والأمور الجنائية، ويسحرك بدماثة خلقه وأخلاقه.. ولاننسى وسامته ألمعهودة...
 أنا التي لاناقة لي ولاجمل في قضايا القانون، وأعتبر نفسي أميّة حد النخاع بهكذا مجال، بتُّ أحرص على قراءة مقالاته، وتيقنت أن هذا الرجل يكمن خلفه تاريخ طويل.. وأحداث مميزة.. وصداقات واسعة..
لنا الشرف بأستضافته ومحاورته لالقاء بعض الضوء عن هذه الشخصية التي ألفناها في مجالس حمدان، ونكن لها كل أحترام وتقدير..
ضيفنا حاصل على ثلاث شهادات بكالوريوس:

الأولى في القانون من الجامعة المستنصرية بغداد 1971. والثانية بكالوريوس لغة انكليزية من كلية الآداب الجامعة المستنصرية بغداد 1978..

و الثالثة بكالوريوس إعلام/ صحافة من كلية الآداب جامعة بغداد  1990 فضلا عن تخرّجه من كلية الشرطة العراقية 1969، وكان على وشك أن يحصل على بكالوريوس باللغة الفرنسية من الجامعة المستنصرية لولا تركه الدراسة في الصف المنتهي!، كما إنه يحمل شهادة ماجستير فلسفة من جامعة كرانفيلد بالمملكة المتحدة 1989  ودكتوراه في الأجتماع من كلية الآداب جامعة بغداد..

      
 شارك في عدد كبير من الندوات والمؤتمرات والحلقات الدراسية داخل العراق وخارجه ذات الصلة بالعلوم الأمنية والجنائية والإجتماعية والقانونية جاوزت الـ(35) مؤتمراً وله عشرة كتب وأكثر من 50 بحثا ودراسة في مختلف الشؤون القانونية والإجتماعية والأمنية، وأكثر من 250 مقالة نشرت داخل العراق وخارجه في مختلف المجلات المتخصصة والعامة والصحف في المجالات القانونية والأجتماعية والأمنية فضلا عن مئات المقالات في الشأن السياسي.
         
سيادة اللواء ...أهلاً وسهلاً بك وحضورك شرف عالي والحقيقة أشعر كأنني أقف أمام عملاق، فأجعل مهمتي سهلة بالبدء في تقديمك للقراء ...من هو ضيفنا؟

  
شكراً جزيلاً لكم هذا اللقاء، أنا من مواليد بغداد سوق الجديد بالكرخ عام 1948، درست في مدارس التربية الإسلامية الشهيرة على مدى الإبتدائية والمتوسطة ودرست الثانوية في كل من الأعظمية وبعدها الثانوية العربية. دخلت كلية الشرطة 1966 وتخرجت منها عام 1969.


  

               الأول على دورة خبراء الأدلة الجنائية
هل تفضل أن نناديك باللواء أم بالدكتور أم بكليهما ولماذا؟
شكرا سيدتي أعذريني فأنا أفضل لقب (الدكتور) فقط، لأن الرتبة تزول بالتقاعد، وترك الوظيفة أو بقرار إداري، لكن الشهادة ملك للإنسان، ولأنها نتاج جًهْدِه وعَرقه وسَهَره ولا أحد يمكن أن يسلبها منه إلا الجامعة التي منحته إياها..


  


لماذا أخترت الشرطة والقانون؟
هذه في الواقع نقطة تحول مفاجئة جداً في حياتي، فلم يكن أحداً من أهلي ولا من معارفي يتوقع مني أن ألج المجال الشرطي، خاصة وأنّ الجميع عرف عني عشقي للصحافة، منذ نعومة أضفاري، كنت أخط المجلات وأكتبها وانسخها بالكاربون وأوزعها على أصدقائي، ونتبادلها بالمراسلة مع أصدقاء عرب من الدول العربية، كما كنت في المدرسة متخصصا بتصميم وكتابة النشرات المدرسية....

  

بحكم موهبة الخط والرسم التي أمتلكها منذ الصغر، لكنني غامرت وتقدمت لكلية الشرطة بسبب انها في العام 1966 أعلنت نظاما جديدا يجمع بين الحقوق والشرطة وتمنح خريجيها شهادتين في القانون وفي الشرطة، والامتحانات كانت تجرى في كلية الحقوق بجامعة بغداد ونأخذ نفس المواد وعلى يد نفس الأساتذة..
  

      في سفرة مدرسية  أثناء الدراسة في مدرسة التربية الأسلامية
هل يمكن أن تحدثنا عن فترة الطفولة وتأثيرها في ثقافتك وحياتك؟
أنا بصراحة مدين في ثقافتي العامة وتنشأتي إلى 3 أمور أساسية، الأمر الأول: دراستي في مدارس التربية الإسلامية الشهيرة بمستواها العلمي المتميز وإنضباطها العالي..

الأمر الثاني: المطالعة المبكرة وخاصة للمجلات المصرية حيث كنت مدمنا على قراءة مجلات (سمير) و (السندباد)...

                            

وكانت توفر قاعدة معلومات جيدة وأدب رائع، وصارت لي صلة مع رئيسة تحرير مجلة سمير كنت أرسل لها مجلاتي الورقية التي أصدرها وكانت تجاوبني برسائل شخصية أحياناً بـ 16 صفحة كلها نقد وتقويم وتوجيه في عالم الصحافة، وأنا طفل بعمر (12-14) سنة، ومع تقدم العمر انتقلت الى مجلات أخرى أشهرها (العربي) و(المُختار) الشهريتين والمجلات المصرية الأسبوعية (المصور، آخرساعة)..

                              

كما كنت مدمناً على قراءة الجرائد العراقية والمصرية من سن الـ13 سنة، إضافة لمطالعاتي الخارجية حيث اقتنيت الكتب بعمر مبكر وكانت لي زيارة أو زيارتين يومياً تقريبا لسوق السراي وشارع المتنبي، وكتبت في الصحف العراقية والعربية بعمر مبكر، حيث أن رئيس تحرير جريدة (الأخبار) العراقية جوزيف ملكون أطلق عليّ تسمية (الصحفي الصغير) مع مقالاتي المنشورة لديه.
الأمر الثالث: هواية المراسلة البريدية مع أصدقاء من مختلف أنحاء العالم، وكنت استلم أحياناً في اليوم الواحد 15 رسالة، وقد شكلت مع أصدقاء رابطة عربية لهواة المراسلة، كما اتفقت مع اصدقاء من مصر وسوريا والأردن أن نصدر مجلة مخطوطة باليد كانت تصدر كل شهر من بلد..

لقد أثـْرَتْ المراسلة معرفتي وأسلوبي وشجعتني لولوج هواية جمع الطوابع وتبادل الصور عن المدن، كانت المراسلة والمطالعة تستنزف كل مصروفي وكان الوالد يرحمه الله يشجعني ويزيد من مصروفي.


                               

                 المرحوم الشيخ/ عبدالوهاب السامرائي


هل تتذكر أساتذتك ومن كان له الاثر في شخصيتك؟
أساتذتي كثيرون، وأحيلك إلى ماكتبته مؤخرا في مجالس حمدان، عن ذكرياتي في التربية الإسلامية ومن هم الذين اثّروا في حياتي حتى لا أكرر.

أما في الدراسة الجامعية فهم كثيرون وكل واحد منهم ترك بصمة من سلوكه وفكره ومعرفته في حياتي وخزين ذكرياتي.
                              
هل مارست التدريس، وكيف علاقتك بطلابك؟
نعم مارست التدريس في كلية الشرطة ومعهد ضباط الشرطة، كما ألقيتُ محاضرات في جامعة بغداد والجامعة المستنصرية، والكلية العسكرية، وجامعة البكر للدراسات العسكرية العليا، هذا في العراق وبعد مغادرتي العراق 2003 دَرّسْتُ في الأردن واليمن وقطر والبحرين، وجامعة نايف الأمنية بالسعودية، وأشرفت وناقشت العشرات من أطاريح الدراسات العليا. وعلاقاتي طيبة مع الطلاب وأكثرهم تحولوا إلى زملاء وأصدقاء بعد تخرجهم. كما مارست العمادة حيث كنت عميداً لكلية الشرطة لغاية 2003.
             
ننتقل معك إلى الجانب الجنائي في حياتك الوظيفية وعملك بالأدلة الجنائية حدثنا عنها وعن الأدلة والبصمات؟
إشتغلت بداية تخرجي (1969-1971) في القوة السيارة في كركوك عامين ثم انتقلت الى مديرية التحريات الجنائية (التي أبدلت تسميتها لاحقا إلى مديرية تحقيق الأدلة الجنائية) وعملتُ خبيراً جنائيا في الأسلحة والبصمات وأستقرّرت بعدها خبيراً في مجال الخطوط والتواقيع والتزوير وفحص العملات..

واشتركت في عدد من الدورات خارج العراق (مصر، الهند، فرنسا)...

                          

وبعد تركي الأدلة الجنائية، عملت مديرا للتسجيل الجنائي، ثم مديراً لمركز الدراسات والبحوث، ومديراً للحركات، ومديرا لشرطة بغداد 1993 لم استمر فيها أكثر من سنة واحدة بناء على طلبي.

كما كنت رئيسا لتحرير عدد من المطبوعات الشرطية أهمها (الجريدة الجنائية) التي كنا نصدرها عن التسجيل الجنائي، ثم رئيس تحرير مجلة الشرطة من 1998 الى 2003.
بصمات ألاصابع لها مصداقية عالية في علم التحقيقات الجنائية فهل بصمة ألانسان هويته على مدى سنين ألعمر؟؟

نعم ياسيدتي، فالبصمات سر رباني (بلى قادرين على أن نُسَوّيَ بنانه) صدق الله العظيم..

فالبصمة تخلق مع خلق الإنسان جنينا في بطن أمه وتأخذ شكلها التفصيلي، وتستمر حتى الممات، ولايمكن أن توجد بصمتان متطابقتان في الوجود. وهي أساس في تحقيق الشخصية وكشف الجناة من خلال آثارهم الجنائية في مسرح الجريمة فضلا عن باقي الآثار كطبعات راحة اليد (الكف) وطبعة القدم. والآن برزت طبعات أخرى أهمها البصمة الجينية DNA أو الحمض النووي، وله أثره في علم التشخيص الجنائي.


   
تابعنا كتاباتك عن جرائم (أبو طبر) ونقدك للمسلسل التلفزيوني الذي جسد الشخصية، وأنت ترى أن تسييس جرائم أبو طبر هو إستخفاف بعقول المشاهدين ...لمصلحة من؟
الموضوع طويل وأنصح القارئ الكريم بمطالعة مقالاتي عن أبو طبر في موقع مجالس حمدان، فالمسلسل التلفازي ركز على تسييس جرائم أبو طبر، وحَوّله إلى فيلسوف مؤدلج، وصديق لكبار المسؤولين في نظام الحكم آنذاك، في حين أنه مجرم عادي ولم تثبت له صلة بمخابرات لا داخلية ولا خارجية ولا تنظيم، وهو مجرم سادي شاذ، يتلذذ بمنظر الدم والقتل ويغتصب جثث ضحاياه من النساء، وكان يختار ضحاياه بعناية وبعد دراسة، ولست مدافعا عن النظام السابق فليس من المنطق القول أن أجهزة النظام كانت تريد التخلص من بعض الأشخاص فتسلط عليهم أبو طبر!.. هذا منتهى  الاستخفاف بعقل المشاهد .. وتحريف للحقائق التي مازالت في ذاكرتنا وشخوصها بعضهم مازالوا أحياء.

قرأت لك مقالة كانت بمثابة دليل سفر لمصر كتبتها بأسلوب أدب الرحلات المتميز تكفي أن يستنسخها القارئ ويحجز على أول طائرة ويتبع إرشاداتك ليفوز بسفرة منظمة ...هل تحب السفر وهل تركت الاماكن شيئاً لديك؟
 
نعم فأنا أعشق السفر والسياحة، وزرت عددا من البلدان العربية والآسيوية والأوربية، فضلا عن إيفاداتي الرسمية لغرض التدريب أو المؤتمرات أو للدراسة العليا في بريطانيا،

          

وأول سفرة لي كانت سفرة الحج عام 1970 بعد تخرجي من الكلية، وكنت امضي الصيف في لبنان وسوريا وأحيانا مصر، وكانت هواية المراسلة وتجميع الصور عن الدول والعواصم قد زودتني بصورة كاملة عن تلك المدن، بحيث أنني كنت أعتمد على ذاكرتي في التجوال للمناطق المهمة..


           

    لك في مجالات القانون إطلاع واسع ولمواضيع متشعبة كالقرصنة ألبحرية والأنتربول الدولي والأمن الوطني والجرائم الأقتصادية والتشرد وإصابات حوادث المرور المميتة وأصابات الأطلاقات النارية وتأثيرات التلفزيون على الأطفال.. ما كل هذا؟ وكيف تمكنت من تغطيته أكاديمياً.. هل بالقراءة أم لك مصادر أخرى؟

الحياة العملية علمتني أمرين ربما متناقضين لكنني أجدهما متكاملين، ألا وهما: التخصص والموسوعية، فالتخصص هو أن أعرف كل شئ عن شئ محدد، وأما الموسوعية فهي أن أعرف شيئا عن كل شئ، الحياة المعاصرة تقتضي الموسوعية ، بحكم العمل وشبكة المعلومات، وتنوع الأطاريح التي أشرف عليها والموضوعات التي قمت بتدريسها والمجالات التي كتبت فيها فضلا عن شهاداتي الجامعية المتنوعة (لقد أمضيت 35 عاماً من عمري على كرسي الدراسة طالباً) من التمهيدي حتى الدكتوراه!!.. ومازلت أتعلم لأنني أؤمن بالحكمة التي قالها الفاضل بن المبارك ((لا يَزَالُ المَرْءُ عالِمَاً مَا طَلَبَ العِلْمَ ..فإذا ظَنَّ أنْه قد عَلِمَ ..فقد جَهِلَ))، وهذه هى إحدى أهم القواعد التى يجب على السائرين فى طرق العلم ان يتعلموها ليس للعلم نهاية، وليست له قمة ولا درجة نهائية، وليس فيه تفوق مطلق، وفوق كلّ ذي علمٍ عليم، ومن ظنَّ أنه عالم فقد حكم على نفسه بالجهالة!

   
            
مكتبتك ...زادك وزوادك ....كيف تعاملت معها وأنت الباحث والمحاضر في تجوالك وترحالك؟
 خسرت أشياء كثيرة بتركي للعراق مرغماً، لكن مكتبتي وأرشيفي هما الخسارة الأكبر، وقد عملت على تعويض ذلك من خلال النت، حيث لدي مكتبة ألكترونية مصنفة من قبلي في كل المجالات تضم المئات من الكتب والآلاف من الأبحاث والدراسات والمقالات.

مارأيك بموقع مجالس حمدان ألثقافية ...نلمس ألصداقة ألغالية بينك وبين ألسيد مدير ألموقع ألاستاذ جلال چرمگا ...كيف تنظر لهذه ألصداقة وكيف بدأت؟؟
أعتز بعلاقة الأخوة والمحبة والإحترام التي تجمعني بالأخ جلال چرمگا، الذي يشعر من يتعرف عليه وكأنما يعرفه منذ الطفولة، بسبب أريحيته وأخلاقه العالية كيف لا وهو سليل الشيوخ الأجلاء أهل الدين والورع، كما أن الثقة والمساحة التي يوفرها الأخ جلال للقراء واحترامه لهم، وأجواء الحرية والمحبة التي تسود المجالس شجعتني على الاستمرار في المجالس قارئا وكاتباً، وأعتز بما حصلت عليه من رصيد الصداقات بواسطة مجالس حمدان، حيث إنهم نخبة محترمة يفخر بها العراق.
     
ماذا يعجبك أن تتصفح في الموقع وهل تغيب عنه لفترات هل تركت لك مهنتك شيئاَ من الوقت لتمارس هواياتك وماهي تلك الهوايات؟؟
 تعجبني الموضوعات التراثية والسياحية والرياضية وحتى موضوعات المطبخ والأسرة، حيث تشاركني العائلة في هذه المتابعة، وتعجبني بعدها الموضوعات السياسية رغم أنها تكون مشحونة بأجواء الخلاف، وبصراحة إن ما يقلقني هو تهديدات الأخ جلال بين آونة وأخرى، بأنه قد يترك الموقع أو يغلقه بسبب تجاوزات البعض على أجواء الحرية والاحترام التي يوفرها المجلس للجميع في حرية التعبير باسلوب حضاري.. حيث أن المجلس هو مشروع فردي يتحمله الأخ جلال حبا بالعراق وبأهل العراق وكرابطة للم شمل العراقيين في الغربة وفي الداخل، وهو يأخذ من وقته وصحته الكثير.. وأدعو الجميع أن يتكاتفوا مع الأخ جلال ويدعموه معنويا لكي يستمر.. لأنني أشعر بالإختناق بدون مجالس حمدان!

  

                       سفرة تونس/ 1999

أما عن سؤالك عن هواياتي فهي القراءة والكتابة وتتبع الجديد في المجال الجنائي والقانوني والاجتماعي وتتبع أخبار بلدنا الحبيب، وأمضي أوقات طويلة على النت للبحث والحري. وأطالع معظم الصحف العربية الأساسية من خلال النت صباحا.

      
ماذا تعني لك بغداد وماذا تريد أن تقول لها؟؟؟
 بغداد تعيش في قلوبنا ودمائنا.. وماتركنا بغداد بطراً ولا زعلا، بل أضطرتنا الظروف للإغتراب ونحن في هذا السن المتقدم..

لا تسأليني عن أسباب وظروف تركي لبغداد فهذه مأساة أخرى تحتاج إلى حوار طويل واسترجاع ذكريات ووقائع ووثائق وقصص قد نفرد لها لقاء آخر في يوم قريب.. مع الوثائق...

  

                                             في الهند / 1977

شاكراً للأخت الأستاذة إيمان سعة صدرها وصبرها الجميل وللأخ جلال چرمگا عظيم التقدير والأمتنان لإهتمامه بهذا اللقاء
 وأتمنى أن يكون لهذه المقابلة فائدة تنفع من يقرأها.. في مجالسنا العامرة..

       
هل من كلمة أخيرة لك في ختام هذا اللقاء؟؟
نعم سيدتي فإنني مدين في حياتي إلى والداي يرحمهما الله اللذين أحسنا تربيتي ومنحاني العطف والإحسان خصوصا والدي المغفور له الذي حرص على تعليمي وتنشئتي وكان منحني الثقة المطلقة فلم يسألني يوما هل نجحت أم لا؟ هل درست أم لا؟
ولا إلى أين قدمت أوراقك؟ وكان يقرأ في عيني ما أريد فلم أطلب منه طيلة عمري حاجة أو مادة أو مالاً بل كان يعرف ماأريد دون أن أتكلم.. لم يكن ثريا ولا فقيرا، كان يمتلك محلا لأدوات السيارات في شارع الشيخ معروف لتبديل بانزات السيارات لذلك اشتهر بتسمية (عبدالرزاق أبو البنزات) وكنت أمضي العطلة الصيفية بالمحل.. لقد كسب قلوب كل من يعرفونه، بتواضعه وطيبته وكرمه.. ولو أردت أن أتحدث عن خصاله لطال بي المقام دعائي الوحيد لوالداي:

"اللهم إغفر لوالداي وإرحمهما كما ربياني صغيراً."..

  

الگاردينيا: المقابلة اجريت قبل سنة ونصف تقريبا(لاحظوا التأريخ) ولكن بسبب خلل فني فقدت ومعها عشرات التعليقات..لذلك قررنا أعادتها..

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

654 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع