سيبقى العراقيون يتذكرون بفخر مؤيد البدرى وبرنامجه الرياضة فى اسبوع

           

         

                                    

                        بقلم: فلاح ميرزا

  

لاشئ يدفعك الى حب الوطن والحنين اليه سوى الذكريات التى جمعتك مع مكوناته  وشخوصه الذين انتشروا فى بقاع الارض وتوزعت عندهم تاريخه ولنقل تمزقت عندهم ايامه ونسيت احلامه التى كانت تجمعهم معه فى المحلة والمدرسة والجامعة والوظيفة والمقهى والملاعب الرياضية والامسيات العائلية والعلاقات الاسرية فى مجالات النزهة ومتابعة هويات الناس بعضهم البعض فلكل اسرة كتاب يضم بين صفحاته سجل اعضاءه كالادباء والشعراء على سبيل المثال شانهم بذلك شأن الاسر الاخرى الذين احتضنهم العراق فى كل اطيافه والوانه الحياتية وجيل بعد جيل يردد الناس مأثر هؤلاء ممن تركوا فى ذاكرتهم الاشياء الجملية التى يتذكرها فى كل وقت الجميع الكبار والصغار الرجال والنساء ولازالوا بالرغم مما وقع على العراق وبالتالى عليهم من مأسى ونكبات بعد الاحتلال وقبله وهؤلاء ممن صنعوا للعراق تاريخ ولم يجدوا منه  سوى البحث عن ملجأ يأويهم ويحترم كفااءتهم فشدوا الرحال الى المكان الذى يجدون فيه الاحترام والتقدير, وبأسف بالغ وبحزن كبير رحلوا ورحلت معهم كل الاشياء المفرحة للناس , والغريب ان الذين فقدانهم انتشروا فى دول العالم وحققوا لتلك الدول الانجازات الكبيرة التى لازالوا يذكروها فى كل مناسبة وكل حفل فى حين نحن لانتجرء ان نذكرهم بشئ يعمق انتماء هؤلاء الى العراق فأطبائنا ملوا الارض بعلمهم وكفاءتهم والمهندسين وعلماء فى الفزياء والطاقة والاقتصاد ومبدعى الفن والرسم وخبراء الرياضة ....

  

ومن هذا اللون ابدء بموضوعى وهو الاستاذ مؤيد البدرى ابو زيدون الخبير فى مجال الكرة وصاحب اقوى برنامج رياضى قبل نصف قرن(الرياضة فى اسبوع) الذى ترسخ فى عقول كل من عاصره فى العراق وخارجه وكانت العوائل والاصدقاء فى البيوت والمقاهى التى يتوفر فيها جهاز تلفزيون لندرته فى ستينيات القرن الماضى   يجتمعون لمشاهدته كل يوم ثلاثاء ولسماع تعليقاته على الاحداث الرياضية العراقية والعربية والعالمية وكان بارع فى تقديمه للبرنامج ومن  خلاله اكتسب شهرة ومكانة بين الناس وكان محبوبا لدى الجميع لما يتمتع به من خلق رياضى عالى علما بانه خريج احدى الجامعات الامريكية بدرجة ماجستير لكنه كان متواضعا مع كل من يحتاجه فى مجال تخصصه...

  

ومن شهرته فى برنامجه الى العمل فى مجال الاولمبى فكان له فى اتحاد الكرة العراقى بصمات جيدة وعلم الاخرين على كيفية الوصول الى المحطات العربية والاسيوية فى مجال الكرة ودفع كل من يرغب للعمل فى هذا المجال ولديه الكفاءه ان يتبوء مركزا فيها وفعلا حصل ذلك وتبوء العراق مراكز عربية واسيوية خلال فترة السبعينيات والى نهاية الثمانينات من القرن الماضى ومن خلاله كانت كل من السعودية والكويت تطمح ان تصل الى المراكز الرياضية العربية والاسيوية ومنهم الامير فيصل بن فهد والشيخ فهد الاحمد والشيخ حمد من البحرين ولم يكن للامارات فى ذلك الوقت باع فى الرياضة وظل ابا زيدون فى هذا المركز العالى فى مجال تخصصه الكروى ونال الدعم من اقرب الناس الى الرئاسة وبنى معهم علاقات مهنية يتطلع فيها الى ان يكون للعراق مركزا عالميا فى المحافل الرياضية وساهم فى بناء فكر رياضى دولى من خلال حضورة لاجتماعات اتحاد الكرة الدولى(فيفا) وتاسيس الاتحاد العربى للالعاب الرياضية والاتحادات الاسيوية ...

    

وقد دعمه فى هذا المجال من كان يعمل معهم وهم من اقرب الناس للرئاسة وهو صباح ميرزا وابن الرئيس ولاسباب معينة ليست لها علاقة بالسياسة اراد الانتقال للعمل فى قطر واعتقد  بانه كان يرى بان العمل فى مجال الرياضة فى العراق بدء بالعد التنازلى بسبب تدخلات معينة من اطراف ليست لها تاريخ او خبرة فى مجال الرياضة ومعنى ذلك بان الامرسوف يصيبه شاء ام ابى اجلا ام عاجلا ففضل الرحيل الى قطر للعمل فى  احد انديتها بوظيفه لاتتلائم ومستوى خبراته وشهاداته فى حين ان الذى عمل على بناء الرياضة القطرية هو عراقى ايضا وهو نجم الدين السهرودى , ويبقى لى هذا الموضوع علاقتى معه من خلال عملنا سوية فى اللجنة الاولمبية العراقية والمؤتمرات التى حضرناها والمهمات التى قمنا بها فى مجال العمل الاولمبى الرياضى , ولكونى امين اللجنة الاولمبية العراقية وهو يشغل عنوان مساعد الامين العام قمنا بعدة جولات حاملين رسائل الى الاقطار العربية مصر والاردن والكويت والبحرين والامارات والسعودية وقطر وساهمنا فى تلك المهام نقل توجهات العراق بالنسبة للعمل الرياضى العربى والاسيوى الى جانب تمثيلنا للعراق فى اجتماعات المجلس الرياضى الاسيوى وحضورنا الدورات الاولمبية الاسيوية والدولية وكانت تلك المهام من الاهمية بمكان لما لها من تاثير فى المجال العمل الرياضى الاولمبى الدولى وكانت علاقتى فى مجال العمل الرياضى وخارجه نموذجية وترقى الى مستوى الاخوة , ولكن للاسف فان الزمن وضعنا كل له شأن هو فى قطر بعيد عن اهله واصدقاءه واحباءه العراقيين الذين يرفعون ايدهم عند لقاءه بتعبير اخوى هلا بابوزيدون الورد ولازالت الموسيقى التى تسبق برنامجه الاسبوعى (حلاق اشبلية) الرياضة فى اسبوع  تدخل الى نفوسهم فى مساء كل يوم ثلاثاء..

ولقد صدمت عندما تلقيت خبر مرضه الشديد وصورته وهو فى وضعه الان وعادة الى كل الايام التى جمعتنى معه وهى بالتاكيد لاتنسى,  فلتكن ذكراك جزء من تاريخ  الرياضة فى العراق الابيض الذى يفرح الناس عند الرجوع اليه كل من اراد ان يعرف من كان وراء هذا التاريخ بدلا من ان يراه اليوم موشحا باللون الاسود ليس بالرياضة فقط وانما فى كل المجالات فلقد ضاعت الانجازات التى صنعها مؤيد البدرى واخرين من عملوا معه ويبقى الذين عاصروه فى الماضى والحاضر لسان حاله لما تركه لهم من دروس وعبر تصلح لان تكون برامج تعليمية لكل الاجيال القادمة..

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

841 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع